التستر على الاستغلال الجنسي للسوريات
13 جمادى الثانية 1439
خالد مصطفى

مع انتشار الحديث عن فضائح التحرش الجنسي التي تضرب أروقة الأمم المتحدة عاد إلى الواجهة مرة أخرى قضية تعرض لاجئات ونازحات سوريات لانتهاكات جنسية من قبل موظفين في مؤسسات دولية..

 

وكشف تقرير أُعد لصالح صندوق الأمم المتحدة للسكان عن تعرض نساء سوريات للاستغلال الجنسي من قِبل رجال محليين يقدمون المساعدات الإنسانية باسم منظمات دولية...

 

وأفاد عمال في مجال الإغاثة الإنسانية بأن العملية كانت تتم بطريق مقايضة المساعدات أو التنقل بمزايا جنسية...وقد نبهت منظمتان عاملتان فى مجال الإغاثة الإنسانية إلى تلك الانتهاكات منذ نحو ثلاث سنوات، وقال عمال الإغاثة: إن الاستغلال واسع الانتشار لدرجة أن بعض النساء السوريات يرفضن الذهاب إلى مراكز التوزيع لأن الناس سوف يفترضون أنهم عرضوا أجسادهم مقابل المساعدات التى جلبوها إلى ديارهم...وقال أحد العمال إن بعض الوكالات الإنسانية تغض الطرف عن الاستغلال لأن استخدام أطراف ثالثة ومسؤولين محليين هو الطريقة الوحيدة لتوصيل المساعدات في الأجزاء الأكثر خطورة من سوريا التي لم يتمكن الموظفون الدوليون من الوصول إليها...

 

وأشار التقرير الذي جاء تحت عنوان "أصوات من سوريا 2018" إلى أن "النساء والفتيات اللواتي ليس لهن من يحميهن" مثل الأرامل والمطلقات، والنازحات داخليا يعتبرن معرضين بشكل خاص للاستغلال الجنسي "...وقالت دانييل سبنسر، وهي مستشارة إنسانية تعمل لصالح جمعية خيرية، إنها سمعت عن تلك الاتهامات من مجموعة من النساء السوريات في مخيم للاجئين في الأردن في مارس 2015...

 

وقد أجرت مجموعة مركزة مع بعض من هؤلاء النسوة اللاتي أخبرنها كيف أن أفرادا من المجالس المحلية في مناطق مثل درعا والقنيطرة قد عرضوا عليهن المساعدات مقابل ممارسة الجنس... وقالت سبنسر: "أتذكر امرأة كانت تبكي في الغرفة، وكانت تشعر بضيق شديد لما تعرضت له. ويجب حماية النساء والفتيات عندما يحاولن الحصول على الغذاء والصابون والمواد الأساسية للعيش. آخر شيء تحتاج إليه هو رجل، من المفترض أن تثقِ به ويُفترض أنك ستحصلين على المساعدات منه، ثم يطلب منك ممارسة الجنس معه ويحجب عنك المعونة."

 

وأضافت: "كان الأمر منتشرا لدرجة أنه لا يمكن للنساء أن يذهبن دون أن يلحق بهن العار. وأصبح هناك افتراض بأنه إذا ذهبت أي امرأة إلى أماكن توزيع المساعدات، فإنها قد قدمت تنازلا جنسيا مقابل المساعدة"...

 

وكانت لجنة الإنقاذ الدولية قد أجرت مسحا شمل 190 امرأة وفتاة في درعا والقنيطرة. وأشارت اللجنة إلى أن 40 بالمئة قلن إنهن تعرضن لعنف جنسي أثناء الحصول على الخدمات، بما في ذلك المساعدات الإنسانية...

 

وقال متحدث باسم اللجنة: "خلص المسح إلى أن العنف الجنسي كان مصدر قلق على نطاق واسع، بما في ذلك عند محاولة الوصول إلى مختلف أنواع الخدمات في جنوب سوريا، وتشمل هذه الخدمات توزيع المساعدات الإنسانية".

 

ورغم أنه تم الإبلاغ عن هذه الحالات لأول مرة في 2015 إلا أنه لم يتم اتخاذ إجراءات رادعة تجاه المسؤولين عنها...وقالت سبنسر: "الاستغلال والاعتداء الجنسي على النساء والفتيات قد جرى تجاهله. لقد كان معروفا وجرى تجاهله لمدة سبع سنوات"...وأضافت: "الأمم المتحدة والنظام القائم حاليا قد اختارا التضحية بأجساد النساء."..

 

وتابعت: "في مكان ما اتخذ قرار بالموافقة على أن تتعرض أجساد النساء للاستخدام والإيذاء والانتهاك من أجل تقديم المساعدات لمجموعة أكبر من الناس"...

 

وقال مصدر آخر حضر اجتماع يوليو 2015 نيابة عن إحدى وكالات الأمم المتحدة: "كانت هناك تقارير موثوقة عن وجود استغلال وانتهاك جنسي أثناء تقديم المساعدات عبر الحدود، ولم تتخذ الأمم المتحدة أية خطوات جدية للتعامل معها أو إنهائها"..

 

لقد تحالفت قوى الشر على الشعب السوري منذ أكثر من 5 سنوات وفشلت المؤسسات الدولية حتى هذه اللحظة في وقف نزيف الدماء ومع كل ذلك لم يرحموا النساء المستضعفات وساوموهن على شرفهن وأصبح الجلاد ومن يزعم أنه "يمد يديه للمساعدة" في الجرم والعار سواء.