الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: فهذا بحث مختصر عن مسألة بيع الدين بالدين، جمعت فيه ما وقفت عليه من كلام بعض المحققين من أهل العلم، في هذه المسألة، مع بيان المذهب "مذهب الحنابلة" وذلك لأهميتها، وتعلقها ببعض أبواب البيوع، ولأنها مما يشكل على البعض، بل قد يخطئ فيها، وقد رتبته في مبحثين على النحو التال
في رحاب الشريعة
فالمتأمِّل في الواقع الاجتماعيِّ الذي تعيشُه كثيرٌ من الأسر، من الاختلاف والتَّفرُّق والتَّشتُّت، وما يترتَّب على ذلك من آثارٍ سلبيَّة كبيرة- يدرك أنَّ هناك أسباباً كثيرة لمثل هذه الحالة؛ لأنَّ الأصل في الأسرة والعلاقات الزَّوجيَّة، هو الاستقرار والمودَّة والمحبَّة والرِّضا
ما أعظم خطر الغيبة وما أشنع جرمها، ويا سبحان الله، ما أكثر تساهل الناس بها اليوم، حتى لكأنها مائدة مجالسهم
لما كان اكتساب العادة صعباً، نظل في حاجة إلى يقظة ذاتية ومحاسبة دائمة، فاجعل من نفسك رقيباً على نفسك، وجاهد نفسك ألا تميل مع التخاذل، وطبِّق ذلك مع أبيك، وأمك، وإخوانك، وأقربائك، وأصدقائك؛ لأنهم ألصق الناس بك ومن ثم تتحول هذه الحقائق والأساليب إلى مهاراتٍ اجتماعية عملية
فليبصر المحتفل معهم بماذا يحتفل! وليبصر المهنئ لهم بماذا يهنئ! ولا يقولنَّ قائل: أنا أغرد خارج السرب! وأسبح عكس التيار! إنما أحتفل وأهنئ بشيء آخر لا يعتقدونه ولا يحتفلون لأجله! فهذا كقائلٍ: أرقص معهم ترويحاً عن نفسي! وإن كانوا إنما يحتفلون طرباً بموت أبي!
الجميع رجالاً ونساءً يلهجون بالدعاء أن يوفق الله أولادهم، ويكلل مساعيهم بالفوز والنجاح، وما اهتمام الجميع بذلك إلا لأن هذه الأيام أهمت أولادهم، وما أولادهم إلا بضعة منهم؛ فهم يرون أن هذه الأيام تحدد جزءاً من مستقبل أولادهم. إن هذا ليدعونا إلى النظرة فيما يحدد المستقبل كله، وبما أن هذا النوع من الحساب في هذه الأيام قد استحوذ على اهتمام الناس كلهم، مع أنه لا يعتبر شيئاً أمام الحساب الأكبر؛ فجدير بنا أن نقارن بين الحسابين، ونتأمل عاقبة الأمرين، والمقارنة غير ممكنة للفارق الكبير بين الحالين، والاختلاف بين الدارين، دار الدنيا ودار الآخرة
إن من يريد أن يكون له نور يمشي به، ويريد انشراح صدره، وجلاء همه وغمه، وراحة قلبه وطمأنينة نفسه، عليه أن يقرأ القرآن بتفكر وتمعن، وأن يقرأ كتاب ربه وهو في حال تدل على خشوعه وتأثره وأن يتدبر معانيه وآياته
للعقيدة الإسلامية – عقيدة أهل السنة والجماعة – خصائص عديدة، لا توجد في أي عقيدة أخرى، ولا غرور في ذلك؛ إذ إن تلك العقيدة تُستمَد من الوحي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
إن المسلمة ينبغي أن تعي جيداً أن مهمتها الحقيقة هي صياغة ضمير المجتمع وتشكيل عقله، وما أعظمها من مهمة! وما أخطره من عمل! وما أجلها من وظيفة! فلا ينبغي أن تتركها أبداً لخادمة أو موظفة من أجل أن تتفرغ هي لجمع دريهمات ثم تكتشف بعد فوات الأوان أنها لم تحسن ترتيب أولوياتها وتقسيم أوقاتها
فما منا من أحد إلا صحب آخر في دراسة أو عمل أو سفر أو غيره، وهو ما يطلق عليه في وقتنا الحاضر "الزميل"، والمعلوم أن الله عظم حقوق كل من قرب منا سواء نسباً أو صهراً أو مكاناً أو حتى جسداً، قال تعالى: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا} هذا حق الخالق، ثم ثنى بحق المخلوقين {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ}
لقد شَرَّف الله تعالى أمة محمد صلى الله عليه وسلم بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجعلها سبباً لحفظ كرامتها وأعراض نسائها ورجالها وصيانة مجتمعها، وأوجب الله تعالى تلك الشعيرة على كل مسلم ومسلمة صغاراً أو كباراً، متعلمين أو جهالاً
خبر مثير أو وصفة عجيبة أو حدث غريب أو نبوءة مدهشة.. تنتشر أصداؤها في الناس انتشار النار في الهشيم.. إنها "الشائعات" التي لا يجمعها إلا جهالة المصدر "بؤرة مجهولة" مع ما فيها من غرابة وإثارة، وبين أوساط المكائد السياسية أو الحرب النفسية أو
وتعدّدت أسماء الإيجاز في البلاغة العربية ومعانيها متقاربة: فالإيجاز والاختصار وجوامع الكلم والعبارة اليسيرة يقوم بعضها مقام بعض في كتب البلاغة والتفسير لتقارب معانيها. وفي هذا الموضوع نقف مع مواضع من الإيجاز في القرآن الكريم بلغت قمة الجمال والقوة والإعجاز عسى أن نفيد منها أكبر الفائدة وأجلّها
إن العُجب آفةٌ كبيرةٌ ومرضٌ خطير من أمراض القلوب، وإن لم يتداركه صاحبه فإنه يهلكه، ويكون سبباً في بطلان عمله وسقوطه من عين ربه
ومما يحسن التنبيه عليه أنه يحرم الاحتفال برأس السنة، وتكره التهنئة بدخول العام، كما لا تنبغي الخطبة عن الهجرة النبوية في أول شهر المحرم؛ فالحديث عن الهجرة ليس له وقت مخصوص، فالهجرة من موضوعات
إن صلة الأرحام كانت في الماضي تعتبر أحد الفروض الدينية والاجتماعية المقدسة لدى السلف الصالح، ولكنها اليوم بدأت تشهد فتوراً وتراجعاً بشكل ملحوظ، خاصة في ظل تسارع نسق الحياة وتعقد تفاصيلها، فاقتصر القيام بها على المناسبات العامة، مثل الأعياد والمناسبات الخاصة، كحفلات الزواج
فيجوز أن يُضحى عن الميت، وتنفعه إن شاء الله، وهو من البر به، قال بهذا: جمهور العلماء، وهو اختيار ابن تيمية، وابن القيم، ومن المعاصرين: ابن باز، واللجنة الدائمة وغيرهم
ولذا ينبغي على طالب العلم إذا أشكل عليه كلام إمام من الأئمة؛ ألا يتعجل بتخطئته، أو الحكم بوهمه، بل يمعن النظر فيما قال، ويجتهد في جمع كلامه في كافة المواضع، وغالبًا ينجلي الأمر، ويزول الإشكال
فانظروا إلى هذا الفضل العظيم وإلى هذه المنزلة الرفيعة التي تبوّأتها هذه الأيام المباركة، ولو لم يكن من شرف هذه الأيام إلا أن بها يوم عرفة لكفاها شرفاً وفضلاً، فكيف وهي مفضلة بجملتها، أقسم بها الباري عز وجل؟! هذا شرف لا ينبغي أن يمر على المسلم دون أن
وهذا الأصل العظيم وهو الاعتصام بحبل الله جميعاً، وأن لا يُتفرق، هو من أعظم أصول الإسلام، ومما عظمت وصية الله تعالى به في كتابه، ومما عظم ذمه لمن تركه من أهل الكتاب وغيرهم، ومما عظمت به وصية النبي صلى الله عليه وسلم في مواطن عامة أو خاصة
فالجميع يدرك أن الحج موسم وغنيمة، وفرصة وتجارة للدعاة في تبليغ دين الله لجميع الطبقات والمستويات، ولذا كان عليه الصلاة والسلام، والعلماء على مر التاريخ يجدونه فرصة، وموضع استثمار للتعليم والتعلم والدعوة إلى الله
