الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد،،،
في رحاب الشريعة
ولما كان اللسان سارحاً في ميادين لا حد لها، ولما كان سلطانه كبيراً وضرره عظيماً، كان العلماء والصالحون من هذه الأمة يخشون عاقبة اللسان، ويفزعون من موارده المُهلكة
فكيف يقال ذلك مع ما يقرر في القرآن من خلود الكافر في النار؟ وهل يتفق ذلك مع صفة الرحمة! بل كيف تكون الرحمة مع ما نشاهده في الدنيا من الآلام؟! ولماذا نخفف المصاب وقد رضيها له الرحمن!
أعلموا أن كل عام يجد يعد المرء نفسه بالعزيمة الصادقة، بل كل عام يجد يعد المرء نفسه بالعزيمة الصادقة والجد، ولكن تمضي عليه الأيام وتنطوي الساعات وحاله لم تتغير إلى أصلح فيبؤ بالخيبة والخسران، ثم لا يفلح ولا ينجح
سماحة الشيخ -رحمه الله- يلزم الاعتدال في سفره وحضره، وفي شتى أحواله، وأطواره إلا أنه يتجدد ويقوى في مواسم الخير والطاعات، ففي الحج تعلو همته، ويتضاعف نشاطه
لقيام الدعوة إلى الله على الوجه الأكمل من رعاية ودعم، لاسيما مع ارتفاع الكلفة وزيادة المصاريف، فكان الحل الأمثل لهذه المراكز والمكاتب هو إنشاء الأوقاف، وجعل ريعها وغلتها في مصارف الدعوة إلى الله من طباعة الكتب، وكفالة الدعاة، وإنشاء المواقع الدعوية وإقامة المناشط والبرامج الدعوية
الحكم العدل سبحانه وتعالى أخبرنا أن حقوق العباد توفى يوم القيامة، فيقتص للمظلوم من الظالم، وأما الجرائم المتعلقة بحقه جل جلاله فمن كرمه أن جعلها كلها داخلة تحت المشيئة؛ كلها قد يغفرها، قد يتجاوز عنها، وقد يعاقب عليها
الوقف المشترك بين الوقف الذّريّ والخيريّ كأن يكون مصرف الوقف موزعا بالنسبة المحددة بين الذرية والمصارف الخيرية
وإذا كان المسلم قد عاش رمضان فعمر نهاره بالصيام وليله بالقيام، وعوّد نفسه على فعل الخير، فعليه أن يلازم طاعة الله تعالى على الدوام، فهذا شأن العبد، فإن رب الشهور واحد، وهو مطلع على العباد وشاهد.
إذا دعوت يا عبد الله! ودعوت ولم يستجب لك، وتحققت أنك لم تتلبس بموانع إجابة الدعاء، بل أخذت بأسباب الإجابة، فاعلم أنه لن تخلو من حالات: إما أن يستجاب لك ما دعوت به ولو بعد حين، أو يصرف عنك من السوء أعظم مما طلب، ويحصل لك من الخير أكثر مما رجوت، أو تدخر دعوتك لك يوم القيامة وأنت أحوج ما تكون إليها
ينبغي للإنسان أن يصوم هذه الأيام الستة؛ ليفوز بهذا الفضل العظيم. وعلامة قبول الطاعة وصلها بطاعة أخرى. وصيام هذه الأيام دليل على رغبة الإنسان في الصيام ومحبته له وأنه لم يملّه ولم يستثقله.
فيها إحسان إلى الفقراء وكف لهم عن السؤال في أيام العيد؛ ليشاركوا الأغنياء في فرحهم وسرورهم به ويكون عيدا للجميع، وفيها الاتصاف بخلق الكرم وحب المواساة، وفيها تطهير الصائم مما يحصل في صيامه من نقص ولغو وإثم، وفيها إظهار شكر نعمة الله بإتمام صيام شهر رمضان وقيامه وفعل ما تَيَسَّر من الأعمال الصالحة فيه.
على الإنسان أن يحث أهله وينشطهم ويرغبهم في العبادة. لاسيما في هذه المواسم العظيمة التي لا يفرط فيها إلا محروم، فإن الإيقاظ أمر ميسور في هذا الزمان، لكن المطلوب توجيه الأهل والناشئة إلى الاستفادة من ساعات الليل، والحذر من ضياعها في القيل والقال
شهر رمضان شهر الفضائل والجود والبركات، شهر تفتّح فيه أبواب الجنان، وتغلّق فيه أبواب النيران، وتصفّد فيه الشياطين
هذه الفضائل لا تكون إلا لمن صام مخلصًا لله تعالى عن الطعام والشراب والنكاح، وصامت جوارحه عن الآثام، فهذا هو الصوم المشروع المرتب عليه الثواب العظيم
ما كل ما يعلم يقال، ولا كل ما يقال حضر أوانه، ولا كل ما حضر أوانه حضر إخوانه، ولا كل ما حضر إخوانه حضرت أحواله، ولا كل ما حضرت أحواله أُمِن عواره، فاحفظ لسانك ما استطعت والسلام
حينما يقترب زمانُ عبادةٍ من العبادات التي يقع في أصلها أو في تفاصيلها خلافٌ بين أهل العلم؛ فإنك تجد بعضَ المحبين للخير يُنَظِّمُ ما يشبه الحمَلات للحث على هذه العبادة إن كان من أتباع ذلك العالم الذي يرى مشروعيةَ ذلك الفعل، أو للتحذير منها إن كان من أتباع مَنْ لا يرى جوازَها
إن الله تعالى حكم عدل لا يُعذِّب من لم تبلغه الحجة أو بلغته وكان عنده عذر معتبر يمنع فهمها، من نحو المجنون والصبي والشيخ الهرم، لكنه يعذب من بلغته وأعرض عنها وكذب بها استكباراً أو إيثاراً لدنياه وما هو فيه، فمثل هذا جمع إلى إثم التكذيب إثم الإعراض أو الإعراض والاستكبار، فلا يكون أهلاً للعذر
من عوامل نجاح الأوقاف أن يتولاها الناظر الأمين الذي يراقب الله تعالى فيما يدع ويذر، وأن يكون ذو دراية وقدرة على تطويرها وإعمارها وإدارتها الإدارة الحكيمة
شهر رجب من أشهر الحرم، ولهذا الشهر حرمة ليست للشهور الأخرى، فيجوز الصوم في هذا الشهر، والأحاديث التي وردت في فضائل هذا الصوم كلها هباء في الهواء إلا الرواية الأخيرة التي تشير إلى استحبابه، كما أومى إليه شيخنا وبركتنا الشوكاني
أننا نؤمن بأن هذه الحياة الدنيا، من أولها إلى آخرها، ليست سوى ومضة من عمر الحياة الأخروية الحقيقية، التي يخلد فيها المؤمن في الجنة
