25 جمادى الثانية 1439

السؤال

أحب أن أتقرب إلى الله – عز وجل – كثيراً في الأشهر الحرم، من صيام الأيام البيض ويومي الاثنين والخميس بصفة خاصة؛ لأنها أشهر حرم ومباركة، فهل عملي يكون بدعة أم لا؛ لأنني قد سمعت بأن اختصاص شهر رجب بصيام غير وارد في السنة؟

أجاب عنها:
صالح بن علي بن غصون رحمه الله

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد.

فالأشهر الحرم هي أربعة: ذو القعدة وذو الحجة وشهر الله المحرم والرابع هو رجب، وأفضل الأشهر شهر المحرم، كما في الحديث: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم"(1)، ولا أعرف أن هناك زيادة فضيلة لشهر ذي القعدة أو لشهر رجب في الصيام، أما شهر الله المحرم فهذا فيه أحاديث مثل ما في الحديث الصحيح السابق، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وأيضاً صيام تاسوعاء وعاشوراء، أو صيام ما قبل عاشوراء أو بعده، وكذلك صيام عشر ذي الحجة أو صيام عرفة، وباقي الأشياء لا أعرف أن صيامها أو تخصيصها بشيء له مزية على غيره كشهر ذي القعدة، أو شهر رجب، فعلم من هذا أن مجرد كون الشهر شهراً حراماً، فهو كسائر الأشهر، وشهر رجب هو كغيره من سائر الشهور، أما إذا صام مثل ما يصوم في الأيام الأخرى يصوم الاثنين والخميس أو يصوم مثلاً الثلاثة البيض ثلاثة أيام من كل شهر ثلاثة عشر وأربعة عشر وخمسة عشر، أو يصوم ثلاثة أيام من كل شهر سواء هذه الأيام أو قبلها أو بعدها، وأما غير هذا فما أعرف أن هناك شيئاً مطلوباً أو مشروعاً أو أنه يستحق التخصيص أو التنويه به.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

______________

(1) أخرجه مسلم (1163) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.