5 رجب 1440

السؤال

في كل ليلة من شهر رجب يرفع المصلون أصواتهم بهذا الدعاء بعد صلاة العشاء: رب اغفر لي وارحمني وتب عليّ، فما رأيكم في هذا؟

أجاب عنها:
صالح بن علي بن غصون رحمه الله

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد.

فلا أعرف أن هذا مأثور، أو أن المعصوم من الخطأ والزلل والذي لا ينطق عن الهوى صلوات الله وسلامه عليه، لا أعرف أنه فعل هذا الشيء، أو روي عنه أو ثبت أيضاً أن المعراج بشهر رجب، أو أنه في ليلة سبع وعشرين من الشهر المذكور، ولو كان لنا في هذا زيادة فضيلة، أو خير لأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وقال لهم: إن المعراج في ليلة كذا، ويشرع للأمة أن يفعوا كذا وكذا، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يُخْفِ شيئاً من الشرع، بل أخبر أمته بكل قليل وكثير، قال بعض أهل الكتاب لسلمان الفارسي: قد عَلَّمَكُم نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخِراءَة! قال: "أجل، لقد نهانا أن نستقبل القبلة لغائط أو بول، أو أن نستنجي باليمين، أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار، أو أن نستنجي برجيع أو بعضم"(1).

ما ترك النبي صلى الله عليه وسلم باباً أو سبيلاً من سبل الخير إلا ودلَّ الأمة عليه، وما ترك باباً أو سبيلاً من طرق الشر إلا وحذّر الأمة منه، ومع ذلك وعاه من وعاه، وأغفله من أغفله، صلوات الله وسلامه عليه، فأولاً المعراج الذي هو من بيت المقدس إلى السماء السابعة إلى أن كان قريباً من الله – عز وجل -، فالمعراج والإسراء لم يثبت أنهما في رجب، ولا أنه في ليلة سبع وعشرين من رجب، ولم يثبت له دعاء معروف أو مخصوص، ولا أن هناك شيئاً يصام، أو يفعل في ليلته أو يومه أبداً، ما سمعت بهذا الشرع أنه ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولو كان خيراً لسبقونا إليه، لو كان في هذا لنا خير لبيَّنه لنا المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ولعلمه أصحابه وخلفاؤه، ثم أيضاً بقية الصحابة ومن تبعهم رضي الله عنهم وأرضاهم.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

________________

(1) أخرجه مسلم (262).