رصد الإعلام
هل نستفيد –نحن المسلمين- من الحرب الكلامية المستعرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ووسائل الإعلام الكبرى هناك، حيث أسهمت في فتح نافذة صغيرة في جدار التحيزات الإعلامية النمطية ضدنا؟
في عصر سُعار التسوُّق، والإقبال على الاستهلاك، وتغوُّل الرأسماليّة في تفاصيل كثير من حياتنا؛ حتى دخلت ساحة العمل الديني؛ نرى الكاتب الفرنسي "باتريك ميشيل" يُصوّرها على أنّها ذات علاقة استهلاكية رأسمالية بالدين!
= الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة في العراق وسوريا تقدم خدمات جليلة لإيران لتحقق حلم الإمبراطورية الفارسية
لم تكن سحر ضفدع معارضة لنظام بشار الأسد، لم تكن تعادي الحرس الثوري الإيراني أو المقاتلات الروسية أو براميل النظام السوري أو ميليشيات "حزب الله"
هكذا اختزلنا الغرب تاريخياً فاصطنع لنا صورة غير معقولة بأي معيار موضوعي، وهي الصورة النمطية التي رسختها عشرات الأفلام القميئة التي أنتجتها هوليوود وحظيت بتطبيل مخزٍ في أمهات كتب تتظاهر بسمت العلم ..
عجيب أمر كارهي الإسلام العرب.. هم يبغضون الدين نفسه، لكنهم أجبن من أن يجهروا بهذا لئلا يخسروا الجميع، ولذلك يزعمون أن مشكلتهم مع العلماء والدعاة فقط أو المتدينين جميعاً –بعد وصفهم بأنهم متعصبون ومتطرفون-!
لا جرم أن ثمة أثراً سلبياً متزايداً للفتاوى الغريبة عن الفقه الإسلامي الأصيل، والتي لا تستند في معظمها إلى دليل أو أصل، ويطلقها أصحاب البضاعة القليلة
كنا أطفالاً لا نعرف إلا ما نتلقاه في المدرسة.. أشبعونا بشتم " الاحتلال العثماني" حتى حسبناه حقيقةً لا شك فيها. ثم استيقظنا من الخرافة لنعلم أن العثمانيين
بينما تقف كبريات الصحف الغربية الرصينة موقفاً نزيهاً من مأساة مسلمي الروهينغيا، رصد المتابعون سلبيةً شديدة إزاء هذه المحنة الإنسانية من أكبر مواقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك"!
لم يتمالك إمام مسجد حي فيفالا في مدينة أوربرن السويدية نفسه، ففاضت عيناه بالدموع، وهو يرى مع عشرات المسلمين المتأثرين مشهد احتراق مسجدهم الذي يتسع لمائتين وخمسين مصلياً، بسبب عمل إرهابي متعمد أتى على المسجد كاملاً.
أوقعت أبواق إيران ما تبقى من شكليات الدولة "اللبنانية" في مأزق مخجل وفي أكبر محفل دولي..
ليس يوتيوب وحده من يمالئ السفاحين على حساب ضحاياهم [*] فهذه شواهد من تويتر وشبكة CNNالشهيرة تؤكد أن القضية ليست خطأً عابراً، وإنما هي سياسة منهجية
أمام فضيحة من عيار نقل الدواعش من الحدود السورية / اللبنانية إلى الحدود السورية / العراقية؛ امتلأت وسائل الإعلام ومواقع التواصل بالسخرية من نيرون
لم يقف الانحياز الغربي إلى صف سفاح العصر بشار عند حدود الساسة عديمي الضمير المتاجرين بالشعارات الإنسانية الزائفة.. فجريمة إعادة تلميع أحقر سفاح
تتكبل الأيدي، وتتلعثم الألسنة، وتشخص العيون في مصائبنا الكثيرة، نلجأ إلى الدموع أو آهات الألم؛ فتلك مدينة تهدم وهؤلاء يهجرون وأولئك يقتلون أو يجرحون، الكل يشعر بالوجع، لكن قلة فقط تحاول أن تغيير شيئاً من هذا الواقع الأليم.
فشلت مؤامرة التزوير الفكري للتاريخ، فبدأ المغرضون في التآمر لتزويره إعلامياً!
دعونا نعيد تعريف الإرهاب من جديد؛ فلابد من أن تنحت عبارة ملائمة لترسم ملامح الإرهاب وتحدد تصوره؛ فلربما كان الأليق بالإرهاب أن يعرف كالتالي: "ارتكاب جرائم
أصبحت طقوس البراءة من الإرهاب شبيهةً إلى حد التطابق بطقوس البراءة من الشرك .
الأولى نهج غربي بامتياز.. والأخرى نهج مجوسي لا مثيل له..
لو كان هذا الشعار القميء في بلد غربي لا يرجو لله وقاراً لكان الأمر مفهوماً، لأن الغرب الحديث قام على أنقاض السيطرة الكنسية، وجرف في طريقه بقايا القيم الأخلاقية
النازية لم تمت، وعنصريتها لم تتبدل، غير أنها تحولت قليلاً متجهة إلى "الخطر الجديد" الذي تؤمن أوروبا أنه يتهددها. خطر الإسلام في تصورها البائس، نور الإيمان في عين الحقيقة الدامغة.