ومضة تربوية
إنها إذن قاعدة الاستبدال التي لا تهادن أحدا ، لذا حتى وإن كانت أمتنا في وقت استراحة المحارب تلك، إلا أن هذا لا يعني أن نستريح نحن ونركن، ولكن علينا واجب وهو المضي سراعًا نحو إيجاد السبيل لنهضة أمتنا والرقي بها، حتى يعود المحارب الذي طالت استراحته لأرض المعركة الدائمة بين الحق والباطل.
وإنّ من مآسي تخلّفنا أنّنا عندما نرى إساءات بعض الناس في تطبيق بعض القوانين نحارب القانون نفسه ، ونصبّ عليه جام غضبنا ، ونعلّق عليه مصائبنا ، ونتجاهل السلوك المسيء ، وكأنّه حتم مقضيّ عن هذا القانون ، ولا نعالج استغلاله للقانون أو سوء فهمه
وتصل الآيات الكريمات إلى منتهى الرفق واللين في حال إبراهيم ، حين دعا أبوه إلى الإسلام فصرخ به عمه المشرك وقال : " يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني ملياً " - فردّ إبراهيم بكل رفق ولين قائلاً- : " سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفياً"
والنَّفس لا تدركُ روعةََ هذا الإحساس، إلاَّ حين تَرْقَى بالعقلِ والوجدان، فتتعامل مع الدُّنيا والنَّاس بقِيَمٍ ومبادِئ تحكُمُها، وقوانينَ تضبِطُها، وتتعوَّد على التَّفكير الصَّحيح، والإحساس العميق، والْتِماس الحِكمة من أسرارِ الذَّات، فتبدأ تدرك أنَّ لها قيمةً أكبر وأعظم من اهتماماتِها
إن سوء الظن معصية , وخاصة في هذه الأيام التي يسمع فيها المؤمن في كل لحظة أخبارا مُختلَقة وكلمات تنسب لإخوانه لم يقولوها , لتحتاج منا إلى الالتزام بهذا الخلق الإسلامي الراقي وهذه الخصلة الإسلامية التي تحقق للمجتمع المؤمن أمنه وتماسكه , ولتكن ردود الأفعال على اليقين بدلا من الشك تحقيقا لقول الله سبحانه " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ "
والحقّ أنّ البشر لا يكادون يجمعون على شيء ، على اختلاف ألوانهم وأجناسهم ، كما يجمعون على محبّة الأطفال .! وتلك ظاهرة إنسانيّة عامّة ، لها دلالتها المعبّرة .. ومن شذّ عنها فإنّما يدلّل على فساد فطرته ، وانتكاس إنسانيّته ..
والداعية إلى الله يتعامل مع العقول حسب مقدرتها لا حسب مقدرته، ولا يحملها فوق طاقتها . وقد فهم ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قول الله تعالى : " ولكن كونوا ربانيين " فقال : ( كونوا حلماء فقهاء ) وقال البخاري : ( ويقال : الرباني الذي يربي الناس
العباءةُ زيٌّ إسلاميٌّ شعبيٌّ جميلٌ، عُرفت به المرأة السُّعودية، حافظت عليه منذ عشرات السِّنين، ربَّما لأنَّه يوفِّر الحشمة اللازمة التي تحرص عليها، كما يتميَّز بالأناقة والجمال، والعباءة من الرُّموز التُّراثية، التي عرفت بها المرأة العربيَّة منذ القدم، واعتبرت رمزاً لهويِّة المواطن العربي، التي بقيت على الرَّغم من اكتساح الأزياء الغربية للعديد من الدُّول العربيَّة، لم يتخلَّ الرَّجل العربيُّ، والمرأةُ العربيَّة عن العباءة، حرصاً عليها كجزء من التَّقاليد.
وقال البعض أنه لتقوية وإعادة أواصر الصلة بين الروح وعالمها الفوقي، يكون ذلك بالبعد عن عوالق الدنيا والعزوف عنها نهائيًا، ولكن يكمن الحل الفعال لأحياء الروح من جديد في ترك الذنوب وليس ترك الدنيا كلية، فكما قال الأولون ترك الدنيا فضيلة، وترك الذنوب فريضة، فكيف نأمر من ترك الفريضة بالفضية؟! والنفس يجب أن تأخذ حظها وإلا كان المنع عائق لها عن الترقي، فكم منا ترك لذات الدنيا حتى ذاع عنه ذلك، فصار مدح الناس عنده في حد ذاته شهوة، كما قال " الجوزي" [ رب مانع شهوة أعطاها بالمنع أوفى منها ].
وربّما كان الحديث عن الطفولة استرضاء لتأنيب الضمير ، وتسكيناً لعذاباته .. وربّما كان تستّراً على مآرب مشبوهة بل مغرضة ، تتاجر بأجساد الأطفال ، وتغتال دينهم ، وتعبث بعقولهم .. وتبقى الطفولة المعذّبة بأهواء الكبار ومشكلاتهم ، لا تجد الواقفين معها إلاّ بالكلام ، ولا المدافعين عنها إلاّ بالمتاجرة والمزايدة ، وعقد المؤتمرات ، وتصدير القرارات ..
إذا نظر كل منا في تصرفاته وطريقة تفكيره وردود أفعاله , ودقق فيها جيدا فسيخرج بنتيجة حتمية وانطباع وحيد أنه يقلد في تصرفاته ويضع نصب عينيه سلوك أحد من الناس .
فالإنسان كائن اجتماعي يتأثر بأناس ويقتدي بهم ويؤثر في آخرين , شاء أو أبى , وكلما علت همة المرء سمت قدوته قولا وعملا , خلقا وسلوكا , فكرا وعقيدة .
وقد يتصور البعض أن التوكل على الله يمنع من الأخذ بالأسباب؛ وهذا بالتأكيد ليس صحيحًا فالأخذ بالأسباب لازم لا شك فيه على كل مسلم ولكن دون تعلق القلب بغير الله وإلا سقط المرء في الخلل
وفي معنى التوكل والأخذ بالأسباب أوضح علماء الأمة كالعلامة ابن القيم رحمه الله تعالى: "أن التوكل محض الاعتماد والثقة والسكون إلى من له الأمر كله"، بينما أضاف العلامة ابن حجر رحمه الله تعالى: "إن الدنيا دار الأسباب، فالتمسك بالأسباب لا ينافي حقيقة التوكل".
وكان في بيته صلي الله عليه وسلم، يمازح زوجاته، ويداعبهن، ويستمع إلي أقاصيصهن، كما في حديث أم زرع الشَّهير في صحيح البخاري.
جاءت إليه امرأة عجوز تقول له: ادع الله أن يدخلني الجنَّة، فقال لها مازحاً:( يا أم فلان، إنَّ الجنَّة لا يدخلها عجوز ) فبكت المرأة حيث أخذت الكلام على ظاهره، فأفهمها: أنَّها حين تدخل الجنَّة لن تدخلها عجوزًا، بل شابَّة حسناء وتلا عليها قول الله تعالي في نساء الجنة: (إنا أنشأناهن إنشاء. فجعلناهن أبكارًا. عربًا أترابًا) الواقعة: 35-37. رواه الترمذي، وحسَّنه الألباني.
إننا أحق به من كل هؤلاء , إنه يومنا , يوم الصالحات , إذ يكفر صومه ذنوب السنة الماضية , ويؤكد اتباع سنته صلى الله عليه وسلم والسير على نهجه حتى آخر رمق في حياتنا .. إنه يومنا , إذ فيه كان حد فاصل بين معسكر الكفر ومعسكر اليقين, فأنقذ الله
لكن سنن الله في الأرض جعلت دوما مع العسر يسرا ومع الضيق فرجا , فالحزن تتبعه سعادة والجوع يتبعه شبع والظمأ يتبعه ري والتعب يتبعه راحة والمرض يتبعه عافية والهجر يتبعه لقاء ووصال والظلام يتبعه نور, بل والدموع تتبعها البسمات والخوف
ومن الأساليب أيضا العتاب الرقيق فقد قال أنس بن مالك رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا ، فأرسلني يوما لحاجة ، فقلت: والله لا أذهب – وفي نفسي أن أذهب لما أمرني نبي الله صلى الله عليه وسلم- قال: فخرجت حتى أمر على الصبيان وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قابض بقفاي من ورائي فنظرت إليه وهو يضحك فقال : يا أنيس اذهب حيث أمرتك، قلت: نعم أنا أذهب يا رسول الله اخرجه ابو داود
وبعد أن تنتهي الدورة، قد تستمر يومين، أو ثلاثة على الأكثر.. يعود وكله حب وشوق إلى زوجته التي لا يفهم لماذا هي عصبية غير لطيفة..
غالباً..حينما يدخل الرَّجل كهفه صامتاً.. تلاحقه المرأة تظن أنه غاضب منها..وملاحقتها تزيده انسحاباً..
لو كان لنا أن نصف تلك الدنيا التي نعيشها في كلمة واحدة؛ لكانت تلك الكلمة هي ( الطريق )، وحياتنا في تلك الدنيا كالمسافر على الطريق، فالدنيا ما هي إلا طريق له بداية ونهاية؛ يمشي فيه الانسان رحلته من أوله لأخره، يحقق فيه نجاحات؛ وتقابله وتعترضه عثرات، يسقط ويعلو، ويفرح فيه ويحزن.
وقد أجمع علماء الأمة علي مشروعية الأضحية ، مع خلاف بينهم علي كونها واجبة ،أم سنة مؤكدة . وفي هذا الصدد يري الشيخ بن عثيمين رحمه الله ، أن أدلة كلا الفريقين " من قال بالوجوب ،ومن قال بأنهاسنة مؤكدة " تكاد تكون متكافئة ،وسلوك سبيل
رأى بعينيه الشيخ الفاني يبكي وينتحب بين يدي ربه .. فتمنى ألا يدركه أجله قبل أن يصل للمناسك الطاهرة , ورأى الطفل يحمله أبوه يطوف به .. فرق فؤاده وهو يتمنى أن يحمل طفله ليكحل عينيه بالبيت وهو صغير فتتشبع عينه بهذا الجمال والجلال فيكرمها ألا تقع
أنها رحلة شوق وكد، رحلة حب وشعائر، يغلفها رضا رباني يرجع به المسافر إلى أهله قد رضي ربه عنه، وهو راضيًا عن ربه بما أراه من آيات وحكم تعجز العقول والأفهام عن وصفها أو حتى مجرد استيعابها سوى بقوله تعالى ( ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) آية 32 : الحج
إنَّ فضلَ الحجِّ عظيمٌ، وأجرُه جزيلٌ، والعبادات في الإسلام، إمَّا بدنية كالصَّلاة والصِّيام، وإمَّا ماليَّة كالزَّكاة، أمَّا الحجُّ فهو يجمع بين العبادة البدنيَّة والماليَّة، فالأولى: بالمشقة، والتَّعب، والنَّصب، والحلِّ، والتِّرحال. والثانية: بالنَّفقة التي ينفقها الحاجُّ في ذلك
و بعينان بريقهما اليقين تابعت حديثها قائلة :أكرمني الله قبل اعتقال زوجي برؤيا رأيت فيها الخير الوفير حيث رأيت عائشة رضي الله عنها في غرفتي وقد أقبلت علي وقبلتني وأسرت لي وقالت أوصيك بالصبر وكررتها ثلاث مرات هذه الرؤيا كانت تسلية من الله
لا شك أن الدعوة إلى الله لها دور كبير في إسلامنا الحنيف، فمن خلالها نوضح حقيقة الإسلام وسماحته للمسلمين وغير المسلمين، وهي أيضًا من أفضل الأعمال في الإسلام ومهمة عظيمة، القائم عليها يسير على خطى الرسول – صلى الله عليه وسلم – وباقي الرسل والصالحين، قال تعالى ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) يوسف: 108.
أتوجَّه بنصيحة لمالك ومؤجر الاستراحات، فأقول له: سخّر استراحتك للخير، وحافظ على سفينة مجتمعك من الغرق عبرها، واجعلها مشروع بناء، وشكر لله على نعمته؛ لا مشروع هدم، وإفساد للشَّباب، والأسر، اتق الله في السِّرِّ والعلانية، واعلم بأنَّ الله سبحانه وتعالى لا تخفى عليه خافية، مطّلع على نيَّتك وقصدك، وقد شرع لك الكسب الحلال؛ فلا يكن همُّك جمع المال من أي وجه كان، تحرَّ المال الحلال في كسبك، فإنَّ الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وكلُّ جسم نبت من السُّحت فالنَّار أولى به، وأنّى يُستجاب دعاء من غُذي بالحرام ؟! وأنّى تُقبل صدقة من تصدَّق من مال حرام ؟!.