24 جمادى الأول 1441

السؤال

طلبت من زوجتي أن تحذف حسابها في تويتر؛ خشية تعرضها للمشاكل التي لا تخفى عليكم خصوصاً وأنها وضعت اسمها الأول الصريح في حسابها فقالت (طيب).. إلا أنني بعد فترة اكتشفت أنها لم تحذفه فخاصمتها على ذلك وتطور الوضع بيننا فرفضت تحذف حسابها بحجة أنها تتابع فيه بعض الكتّاب الذين تقرأ لهم فهددتها بالانفصال إذا لم تحذف حسابها وأعطيتها مهلة.. ماذا أفعل إذا أصرت على عدم حذف حسابها؟ جزاكم الله خير.

أجاب عنها:
د. علي الدقيشي

الجواب

وعليكم السلامة ورحمة الله
أخي الفاضل، مرحباً وأهلاً بك في موقعك (موقع المسلم)،
وبالنسبة لموضوعك أجيبك بما يأتي:
أولاً: نشكر لك تواصلك معنا للاسترشاد ومراعاتك الحكمة في معالجة الأمور.

 

ثانيا: عليك بالتقرب إلى زوجتك والتودد إليها، بذكر ما فيها من مميزات من بداية الزواج ولو كانت قليلة، ضخمها في عينها وأن الله أكرمكِ بها، وتودد إليها بما يستميل قلبها إليك، ويجذبها للاستجابة والطاعة واحتسب الأجر فهذا من أخلاق أهل الإيمان.
 

ثالثا: استعن بإحدى أقاربها أو معارفها أو صديقاتها من أهل الحكمة المقبولات عندها، بتذكيرها بحقوق كلا الزوجين تجاه الآخر التي شرعها ديننا العظيم وأمرنا بالاستقامة عليها، وضمن لكلا الزوجين تحقق الخير لهما من السكن والمودة والرحمة بينهما بذلك.
 

رابعا: وتذكرها بأن المرأة بمجرد زواجها وانتقالها إلى بيت زوجها فقد صار زوجها كل شيء لها، زوجها، وأباها، وأخاها، ومُتَولّي أمرها.
 

وصارت الزوجة كالضيف بالنسبة لأهلها وصارت الولاية عليها لزوجها، فعليها أن تفهم جيدا أنه يجب عليها الطاعة التامة الكاملة لزوجها في المعروف، ولا تخالفه في شيء مباح وتتحرى رضاه وأن حقه مقدم على غيره.، وأن تتقي الله في حقوقه عليها فهو ولي نعمتها، عظم الله حقه عليها فجعل طاعته ورضاه عنها سبب في دخول الجنة يقول الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم-:(إذا صلت المرأة خمسها وأطاعت زوجها وحفظت فرجها دخلت جنة ربها " ويقول الرسول الكريم – "لو كنت آمرا أن يسجد أحد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها"
 

بل جعل الرسول طاعة الزوج في المعروف سبب في دخول الجنة.ومعصيته سبب في دخول النار قال صلى الله عليه وسلم – في حق الزوج " هو جنتك ونارك
 

وعلى الزوجين أن يعرفا أنهما أوْلَى بأنفسهما من غيرهما، وأن يحلا المشاكل معاً، ولا يَلجَآ إلى أحد إلا للضرورة المُلِحّة.
خامساً: اطلب من التي تذكرها أن تذكر لها قصص المآسي والمصائب التي ألمّت بمن تعلق بالتويتر والفيس بوك، ولم يتجنبها ويحذر شرّها وأضرارها، كيف تسببت في خراب أُسَرٍ وبيوت، وهدم لعلاقات زوجية، وفضائح لعائلات، وجلبت الأحزان والهموم والغموم والندم لأصحابها، فهنيئاً لمن اعتبر بغيره.

 

سادسا: وفّر لها كتب من تحب أن تقرأ كتابتهم، وعليها أن تختار من الذي تقرأ له، " فإن العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم "
 

سابعا: اصبر عليها لإرضاء الله وتواصي معها على تقوية الذات بتقوية الإيمان بالاجتهاد في طاعة الله بفعل الواجبات ولاسِيّما المحافظة على حسن أداء الصلاة، والإكثار من قراءة القرآن، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء والإكثار من الدعاء أن يوفقنا الله في حياتنا، والقيام بحقوق الآخرين والإكثار من تذكر الآخرة والموت. ثامناً: اشغلها بما ينفع، فإن ذلك يصرفها عمّا لا ينفع، كما قالوا: النفس إن لم تشغلها بالحق أشغلتك بالباطل. فاجعلها تشارك في الدور النسائية لتعليم القرآن الكريم في المساجد، ورغّبها في ذلك، وذكّرها بالأجر العظيم والحصول على بركات المصاحبة للقرآن، والتعرف على صحبة طيبة، وسماع المحاضرات النافعة، فلذلك الأثر الطيب في نفسها، وصرفها عمّا لا ينفع – بإذن الله -
 

وأخيرا:تذكرا أن تجربة الزواج بينكما تحتاج أن يتقارب كل منكما تجاه الآخر للتعرف على طباعه وصفاته وطبيعته ونفسيته ومعالم شخصيته،و يحرص كلا الزوجين أن يقدما مصلحة استقرار الأسرة على مصلحتهما الخاصة عند التعارض، وأن كلا منهما أولى بالآخر.ويراعي كل منكما الآخر وفق أحواله وظروفه ليتحقق الوفاق والألفة والمودة، وتجنب ما سوى ذلك.
أسأل الله أن يسددك، وأن يصلح حال زوجتك ويقر عينك بها.
والله الموفق.