6 محرم 1440

السؤال

أعاود بين الحين والحين معصية معينة - أستحي أن أذكرها لفضيلتكم- هي ليست كبيرة، لكن يصيبني الاكتئاب والضيق بعدها، وأشعر بالبعد عن الله، ويثقل على نفسي الاستغفار بعد الذنب، بم تنصحونني؟

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:

فإن الله سبحانه هو العليم الحكيم، وهو أعلم بخلقه وبما يصلحهم، {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}، وقد علم أنهم يخطئون، ويزلون، فكل بني آدم خطاء.

لكنه سبحانه أيضاً جعل خير الناس من هؤلاء الخطائين، من يسارعون بالتوبة والأوبة.

 

فأنصحك بأمور:

- بالصدق مع الله سبحانه في توبتك واستغفارك، قال الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}

 

- بعدم القنوط، والأمل في رحمته سبحانه ومغفرته: يقول تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}

 

- بمجاهدة نفسك، وجمع عزيمتك على توبتك، فإذا عزمت وصدقت مع الله جل وعلا هداك إذ يقول الله جل وعلا: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا}

 

- بالحذر من التهاون في معاودة الذنب، فما يدريك وأنت تقترف الذنب يأتيك أجلك وتذهب نفسك؛ فاتَّقِ الله جل وعلا واصبر وصابر في التوبة.

 

- كرر التوبة سواء أكانت من الصغائر أو غير الصغائر، واصدق مع الله، وابك بين يديه {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ}.

 

- حذار من أن تكون ممن يعصي ويقول: سأتوب، فهذا ليس سلوك المنيبين، ففرق بين الإنسان يعمل المعصية في حالة ضعف ثم يصدق مع الله في توبته، وبين إنسان يقبل على المعصية ويقول سأعصي وأتوب!

 

وأخيرا فاتق الله جل وعلا واستحضر رؤية الله لك في عملك وفي عبادتك وفي معصيتك وفي شأنك كله، وتضرع إليه وستجد خيراً بإذن الله.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.