17 ذو القعدة 1439

السؤال

ما هو أفضل ما أستطيع تقديمه لأمتي في هذه الفترات العصيبة التي تمر بها؟

أجاب عنها:
أ. د . ناصر بن سليمان العمر

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:

 

فالخير لا يزال في أمة الإسلام، والفضل لا يزال بها، مهما بدا أنها ضعيفة، ومجالات نفع الأمة كثيرة جدا..

 

فأول ذلك إصلاح قلبك أنت شخصياً، فتصبح عبداً صالحاً، يجاب دعاؤك، ويبارك في خطواتك، وتكون موفقاً مسدداً.

 

وأن تصلح أهلك وولدك، وتحسن تنشئتهم وتربيتهم على ما يحبه الله سبحانه من الخلق الكريم والعبودية الصادقة.

 

وأن تأمر بالخير، وتترك بصمة خير في كل مكان تحل فيه.

 

وأن تعلم القرآن، وتقرؤه، وتدعو به، وتكون من أهله، فتخرج أهل القرآن ممن يحبهم الله فهم أهله وخاصته.

 

وأن تسير في سبيل العلم والهدى، فتكون من علماء الأمة إذ الله جل وعلا يقول: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}

 

فأن تكون إماماً للمتقين ذلك أمل الصالحين، وأن تكون مصباح هدى للناس فذلك مسار المصلحين.

 

فقد قيل: إن العلم من أعظم الجهاد: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}.

 

فأنا أدعوك أن تقدم لأمتك العلم، فالعلم لا يحده الزمان ولا المكان، فانظر العلماء الذين كانوا قبل ألف عام، وكيف أننا لا زلنا عالة على علمهم، لأنهم برزوا في العلم فبصروا الأمة به.

 

وخذ مثالاً واحداً فقط كالإمام النووي رحمه الله وانظر إلى كتبه، وخذ كتاباً واحداً عُني به العلماء ووضع الله له القبول كرياض الصالحين، فقلّ أن تجد بيتاً يخلو منه، فضلاً عن شرحه للمسلم والمهذب وغيره

 

كيف لو ذكرنا البخاري أو مسلم أو غيرهم من علماء الأمة، والإمام أحمد والأئمة الأربعة جميعاً.

 

فأن تتوجه إلى العلم فذلك فضل كبير، خصوصاً إذا أعطاك الله قدرة وفهماً.

 

أما إذا وجدت من نفسك أنك لا تستطيع استيعاب العلم ولم يُفتح لك في العلم، فاخدم الأمة في مجالاتها المختلفة، وخصوصاً في المجالات الاجتماعية والخيرية وفي معونة الخلق وإدخال السرور على الناس.

 

فأبواب الخير كثيرة، وكما في الحديث "من دعا إلى هدى فله أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة".

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.