22 ذو الحجه 1439

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته زوجي من المفترض متدين جداً، لا يترك فرضاً في المسجد ويصوم النوافل.. والحياة بيننا كلها مودة ورحمة وحب، ولدينا طفل.. لكني قَدَراً اكتشفت زيارته لمواقع فيديوهات إباحية.. وأيضاً مواقع تزاوج من مسلمات أجنبيات.. صُدمت لعدم توقعي ذلك مطلقاً.. ماذا أفعل هل أواجهه؟ أم ماذا؟

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله..

الابنة السائلة:

الحكمة ضالة المؤمن، وهي شيمته وصفته، يتغلب بها على صعب المواقف وشديد الأحداث ومعقد التداخلات..

 

وأنت الآن مطالبة بهذا المعنى من الحكمة والرصانة، بل والحلم والأناة اللذين هما من أحسن صفات المرء يحبهما الله ورسوله.

 

وقد ذكرت في وصف زوجك من المحاسن الكثير، وهذا من نبل خلقك ولا شك، ومن عدل ميزانك، كما يبدو، ذاك الذي تفتقره الكثيرات من السيدات..

 

وبالعموم فإننا في المواقف قد علمنا منهاجنا الإسلامي أن نزن الناس بالإيجابيات والسلبيات وألا تطغى آثار السلبيات علينا في الميزان والحكم.

 

وزوجك هذا الرجل الذي تغلب عليه الاستقامة ويغلب عليه التدين قد سقط سقطه أنت قد علمت بها، فلتعلمي أن كل بني آدم خطاء، ولا ينجو أحد من الخطأ أيا كان خصوصا في فترة الشباب وما حولها.

 

وقد يسقط الإنسان سقطه وسقطتان بل وأكثر، لكن أصوله وقيمه ومبادئه ترده إلى الجادة المستقيمة، ذلك ما دام قلبه حيا، ونفسه طيبة وليست خبيثة..

 

وعادة المؤمن أنه إذا أخطأ أن يتوب، وسواء تذكر ذلك بأثر خارجي عنه كنصح أو غيره، أو بحادث يحصل قريبا منه أو يحصل له، فإن مرده إلى الصواب قريب فأطمئنك من هذه الجهة.

 

لكننا أيضا يجب أو نؤدي ما علينا من واجب النصح والتذكير والبيان، ولكن النصح منك ينبغي أن يكون بحكمة..

 

والحكمة في ذلك ألا تكون النصيحة مباشرة بل تكون غير مباشره، وأن تكون رفيقة وأن تسعى إلى عدة سلوكيات تطبيقية مهمة..

 

فمنها سعيك لوضع جهاز الحاسب في مكان مرئي، والحرص على عدم اختلائه به، ومن ذلك القيام بالحقوق التي عليك تجاه زوجك من إحسان مظهرك والقرب منه والحوار معه وغيره.

 

فإذا وجدتِ أن الأمر قد تطور أكثر فعليك عندئذ بنصحه نصيحة مباشرة لكن بأسلوب رحيم ولتأخذا عهداً على الخير ولتقبلي منه الاعتذار.

 

واعلمي أن الطريق لإصلاح زوجك هو عن طريق إصلاح ما بينك وبين ربك فأكثري من اللجوء إلى الله وزيدي في التقرب إليه وتابعي مع المتخصصين والخبراء لعل الله أن يصلح لك حالك...