2 رمضان 1439

السؤال

السلام عليكم.. أنا شاب عمري 22 سنة عندي مشكلة، أحس أني فقدت مهارات التواصل مع البشر، لا أستطيع فتح موضوع أو أحكي قصة بدون ارتباك، وأخاف من المجالس التي يكون فيها رجال وأنا لحالي بدون إخواني، تغير حالي بعدما دخلت المتوسط، صرت أحب العزلة، وأشعر بعدم ثقة بنفسي، أحياناً أخاف من الزواج وأشعر أني سأظلم من أتزوجها، عجزت أن أعود لنفسي السابقة المرحة.. معاملة أبي تجاهي وأنا صغير معاملة سيئة، لم يهتم بي، وكان يضربني، مشاعري تجاهه كراهية، لكني أحترمه فقط.. مشكلتي كيف أرجع مثلما كنت مرحاً صاحب شخصية؟

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

دعني أخبرك ابتداء أنك في عمر مهم، وأنه يجب عليك أن تكون طموحاتك وآمالك حكيمة ذات قيمة وأثر، وأن تبدأ في بناء شكل مستقبلك بالعلم والعمل، وألا تشغلك المشاغل الأقل قيمة عن ذلك.

 

والمرح ليس أملاً يا بني ولا هدفاً في الحياة، بل الشخص الجاد هو المنجز الإيجابي، وأما المرح فله وقته، والصحبة الجادة أقرب للرشد من الصحبة التافهة.

 

وبخصوص شكواك، فيبدو أن مشكلتك متراكمة، ويبدو أنها بدأت معك منذ فترة وليست كما ذكرت بشكل حادث لأن ذلك نادر الحصول، كما يبدو أن مجموعة من المواقف والأحداث قد رسخت تلك السلوكيات عندك، وكان ينبغي أن يكون لوالديك أثر إيجابي في التخلص منها وكذلك المربون والمعلمون..

 

إن المشاعر السلبية التي تمر بأحدنا عبر المواقف السلبية التي تحدث له تقر في النفس وتتراكم شيئاً فشيئاً كما تكرر أمثالها، حتى تبدو ظاهرة على السلوك، فتبدو في صورة انطوائية ثم في شكل عدم ثقة ثم في شكل عدوانية في بعض الأحيان.

 

لعل لك قدرات متميزة في أشياء كثيرة وجوانب كثيرة لكنك لم تعرفها جيداً عن نفسك، كما أعتقد أنك بالقوة المناسبة التي تستطيع بها الدفاع عن نفسك جيداً عندما تخالط المجتمع فلا تضخم حجم الناس في مخيلتك، وأنصحك ههنا عدة نصائح لعلها تساعدك:

 

أولا: اكتشف نفسك أخي الكريم، اجلس مع نفسك وحدد قدراتك، وحدد مكامن تميزك، ستجد الكثير من ذلك، اعرفها عن نفسك ووجه نفسك تبعاً لها.

 

ثانيا: أَزِلْ الأفكار السلبية عنك، فأنت شخص طبيعي تستطيع الحديث والحوار ولا ينقصك شيء.

 

ثالثا: أنصحك أن تذهب إلى المسجد وتبحث عن صحبة المسجد فإنها صحبة صالحة نقية لن تخذلك ولن تنتقصك، إنما تكون دوماً في طاعة الله، فاختر منهم الأصدقاء.

 

رابعا: لو استمر الشعور السلبي معك أنصحك بالمتابعة مع طبيب نفسي مختص.

 

خامسا: كرهت منك تعبيراتك عن أبيك، وأرجو أن تسارع لاستعادته إلى قلبك، فليس من نجاح أو لا بغير رضاه وبره.

 

سادسا: أصل كل خير ومستمد كل قوة هو التعلق بالله سبحانه، وسؤاله ودعاؤه بكل خير، وكثرة ذكره سبحانه فهو المقوي بعد ضعف والمصلح بعد فساد والهادي بعد ضلال.

أسأل الله لك التوفيق والسداد.