10 ذو القعدة 1428

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته<BR>مشكلتي هي إني صرت لا أحب أن أجالس أهلي ولو دقيقة مع أني متأكدة تماماً أنهم يحبونني وأنا أيضا أحبهم لكني اعتزلتهم لأنهم دائما ينتقدون شخصيتي ويقارنوني بالغير وصرت كذا بعد ما توفى والدي (الله يرحمه). والدي رحمه الله كان لا ينتقدني وكان راضيا بشخصيتي على عكس أهلي الآن . أنا ( راسي يابس) مثل ما يقولون ، لا أرضى أن أغير شخصيتي لأنها تعجبني وأنا ملتزمة بعض الشيء .. هادئة .. أكره الاختلاط والتسوق والموضة . أريد نصيحتكم

أجاب عنها:
د. محمد العتيق

الجواب

أختي الفاضلة.. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. نشكر لك زيارتك لموقع المسلم. تختلف طبائع الناس وأذواقهم وتوجهاتهم. فلكل شخص طبيعته التي جبلها الله عليها وله رغباته الخاصة وطريقته في التفكير وأسلوبه في الحياة مما قد لا يروق للآخرين. وطالما كانت تلك الرغبات والتوجهات والمحبوبات في ظل المباح والمشروع والمقبول اجتماعيا فلا حرج فيها إن شاء الله. ومعظم المشكلات التي تحدث بين الناس مردها إلى سوء التواصل بينهم وعدم تفهمهم لطبائع الآخرين واحترام رغباتهم والتعامل معهم كما هم دون السعي في تغييرهم لما نريد نحن وما نحب وما يروق لنا. ولهذا نجد المتشابهين في الطبائع يميلون إلى بعضهم وكما يقال (الطيور على أشباهها تقع). لا شك أن انتقاد أهلك لك بشكل مستمر ومقارنتهم لك بغيرك بشكل متواصل أمر يدعو إلى الانزعاج والتضايق والى الشعور بالنقص ولكن الخطأ لا يعالج بالخطأ. فانعزالك عنهم رغم حبك لهم وحبهم – كما تقولين - لك ليس هو الحل. يجب أن تسعى إلى تغيير أسلوبهم معك بالحسنى وبطرق غير مباشرة وبالمسامحة وعدم الوقوف عند كل صغيرة وكبيرة أو تحميل الأمور ما لا تحتمل. كما يلزمك أن تسعي إلى التغيير نحو الأفضل. يجب أن تستفيدي من ملاحظاتهم - وإن كانت صعبة على النفس ولم تعجبك أول الآمر - في أن تتغيري نحو الأفضل إن كانت ملاحظات صحيحة ومقبولة. إن في حياتك آفاقا عديدة وجوانب كثيرة فلا تحصريها في هذه المشكلة ولا تجعلي من هذا الأمر مانعا لك في أن تستمتعي بحياتك وتقضيها وفق تخطيط هادف. أما قولك أن شخصيتك تعجبك وأنك لن ترضي أن تغييريها فاسمحي أن أقول إن هذا الكلام غير مقبول بتاتا! إن لدى كل واحد منا مظاهر قوة ومظاهر ضعف وإيجابيات وسلبيات وحسنات وسيئات وكل ذلك قد يتعلق بشخصيته وطبيعته وأسلوبه في الحياة وفي التعامل مع نفسه ومع الآخرين فلماذا نصر على عدم التغيير نجو الأفضل؟ ولماذا نكابر ونبقى على ما نحن عليه من سوء وتقصير وعيوب؟ لا شك أن التغيير نحو الأفضل مطلب لكل أحد والتغيير الإيجابي عملية مطلوبة مستمرة لا تقف عند حد ولا عمر. والشخص العاقل الحكيم يبحث عمن يدله على عيوبه ليسعى في تغييرها ولا يقف طموحه عند حد، أولا ابتغاء لمرضاة الله عز وجل والتقرب إليه وثانيا للنجاح في حياته العلمية والعملية وتحقيق أقصى ما يمكن.. وفقك الله وسددك.