السؤال
عقدت على فتاة في العشرين من العمر من عائلة خيرة وهي أصغر الأبناء ومدللة، وزواجي بعد شهر.. تحب التصوير بالكاميرا الفوتوغرافية والفيديو حباً شديداً، وواجهت مشكلة معها من أول ليلة في الملكة لطلبها التقاط صورة لنا بمناسبة الملكة ورفضت. وأخاف أن يتطور هذا إلى مشكلة بيننا.<BR>ما الحكم الشرعي في ذلك؟<BR>كيف أتعامل معها في هذا الموضوع؟ مع حرصي ألا تأخذ مني موقفاً يؤثر على إصلاحي لها مستقبلاً.
الجواب
أخي الكريم: أشكرك على المبادرة في السؤال عما قد يعكِّر صفو حياة المستقبل بينكما كزوجين، وإجابتي على تساؤلك ليس من باب الحكم الشرعي في التصوير فهذا له رجاله المختصون بالإفتاء، ولكن ستتركز إجابتي على الجوانب النفسية والاجتماعية للتصوير وخاصة في مثل تلك المناسبات والتي يكون فيها الإنسان بأبهى صورة. دأب بعض الناس في الأزمان المتأخرة على توثيق المناسبات الأسرية والاجتماعية من خلال التصوير تقليداً للمجتمعات الغربية والتي تعتبر آلة التصوير لديهم من الأغراض الشخصية التي يصطحبها الفرد أينما حلّ وذهب، ونظراً للاتصال بتلك المجتمعات فقد سرت تلك العادات إلى مجتمعات المسلمين، خاصة مع التقدم الهائل في وسائل الاتصال وتوفر أجهزة التصوير، حتى في الهواتف الجوالة. حين ننظر بعين البصيرة ما الأهداف التي تتحقق من تلك اللحظات المصورة؟ وما هي الأمور التي تضيع حين لا توثق تلك المناسبات؟ وحديثي هنا متعلق بتلك اللقطات التي تحوي صور النساء من أفراد العائلة وغيرهم. من الأهداف المتحققة استرجاع الذكريات لتلك الأيام، وعادة ما تكون الأيام الماضية مليئة بالخبرات السارة خاصة – بين الزوجين – فيتذكر المرء هذه الأيام الجميلة، أما عدم توثيق تلك المناسبات فقد تنسى الهيئات والأشكال لتلك المناسبات – وليس بالضرورة تنسى تلك المناسبة أو المناسبات. ونعرض بعض الآثار التي قد تحصل حين تلتقط تلك الصور: 1 – الخوف من الوقوع في المحظور والنهي الشديد الذي ورد في الحديث كما في الصحيحين وغيرهما أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: "إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون". 2 – حين يتم التصوير فقد يعمد البعض إلى جعل بعض تلك اللقطات في إطارات وتعليقها في مكان بارز أو على أرفف غرفة النوم، ولا يخفى موقف كثير من العلماء من الصور الموضوعة للتعظيم وحرمة ذلك. 3 – لنفترض أن هذه الألبومات وتلك الأشرطة التي تحوي تلك اللقطات قد حفظت في مكان آمن من اطلاع الآخرين عليها، فما الضامن من اطلاع الآخرين على تلك الخصوصيات، فقد تذهب للآخرين عن طريق الخطأ – وهذا احتمال قائم – وقد حدث بالفعل وأدى إلى قتل الزوجة ثم انتحار الزوج – والعياذ بالله-. 4 – حين تتسرب ولو بطريق الخطأ للآخرين فقد تؤدي إلى انهيار عش الزوجية، فإذا كان الأمر بمثل هذا الاحتمال ولو بنسبة 1% فمن الخطأ أن أرتكب الإقدام على توثيق تلك المناسبات وخاصة أن العائد الإيجابي المتوقع لا يعادل شيئاً أمام الأخطار المحتملة لهذا السلوك. 5 – قد تتسرب تلك الصور عن طريق السرقة والسطو على المنازل أو قد تتسرب حين بيع آثار المنزل وقد نسبت تلك الوثائق في بعض أوعية ذلك الأثاث، وما الموقف لو أنزلت تلك الصور على النت أو البلوتوث؟! هذه باختصار شديد بعض الآثار السلبية لقضايا التصوير العائلي. أما عن كيفية التعامل مع هذا الموضوع فيكون بالآتي: 1 – التأكيد على النهي عن التصوير وبيان أن المسلم يتقي الشبهات، وجميل إهداؤك لها كتاب حكم التصوير لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله. 2 – المناقشة العقلية للآثار السلبية لتسرب مثل تلك الصور – رغم الاحتياطات التي يحرص عليها أصحابه – للآخرين. 3 – التأكيد للزوجة أن الحياة السعيدة هي التي تُبنى على منهج الكتاب والسنة. 4 – جميل منك رفضك لأخذ الصورة في ليلة الملكة، وجميل أن تدرك الزوجة – وهي المدللة – أن كثيراً مما قد ترغبه قد لا يتحقق فتدخل الحياة الزوجية وفي ذهنها مواقف رفض لبعض طلباتها من قبل الزوج فتتهيأ لذلك. 5 – بالحوار بين الزوجين يمكن تبصير الزوجة أو الزوج بوجهة الطرف الآخر، وإقناعه أو على الأقل توضيح وجهة النظر تلك. 6 – بخصوص أخذها موقف "ما" فينبغي عليك تعليل سبب رفضك أو إقدامك على أمر "ما" ليس لرغبة ذاتية أو هوى نفس بل لمبررات شرعية أو اجتماعية أو مصلحة راجحة ونحو ذلك. 7 – أخيراً المرأة تغلِّب جانب العاطفة على العقل فَيُقَدَّرُ هذا الموقف ولكن يتبعه تبصير بالآثار المترتبة على هذا الأمر أو ذاك. ختاماً ندعو: بارك الله لك وعليك وجمع بينكما بخير.