20 ربيع الأول 1427

السؤال

كيف أغرس محبة الله في قلوب الطلاب؟

أجاب عنها:
عبدالعزيز الدعيج

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: من أهم ما يربي الداعية طلابه محبة الله _جل وعلا_ ومحبة رسوله _صلى الله عليه وسلم_ ومحبة أصحابه والصالحين من عباده. ولقد ذكر ابن القيم _رحمه الله_ عشرة أسباب جالبة لمحبة الله _تعالى_ ، وذلك في كتابه (مدارج السالكين) أذكرها على سبيل الاختصار. وهي: 1 – قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به، فلا يكفي مجرد حفظ الطلاب للقرآن، بل لو كان هناك درس أسبوعي حول تفسير بعض الآيات التي تتعلق بالتربية والسلوك حتى ترسخ وتكون واقعاً عملياً. 2 – التقرب إلى الله _تعالى_ بالنوافل بعد الفرائض، ولا مانع من متابعة الطلاب في تطبيعها في سجل خاص للتشجيع والتدريب. 3 – دوام ذكر الله على كل حال باللسان والقلب والعمل، ولا بأس بأن يجعل هناك مسابقة لحفظ الأذكار اليومية من حصن المسلم مثلاً، والحث على تطبيقها. 4 – إيثار ما يحبه الله على ما يحبه العبد عند تزاحم المحبتين وهذه ينبغي إيضاحها للطلاب وضرب الأمثلة الواقعية كتزاحم النوم وصلاة الفجر مثلاً. 5 – التأمل في أسماء الله وصفاته وما تدل عليه من الكمال والجلال ولا بأس بشرح الأسماء والصفات، وإيضاح معانيها ولو بشكل أسبوعي. 6 – التأمل في نعم الله الظاهرة والباطنة، ولا بأس بضرب الأمثلة من النعم التي نعيشها في أنفسنا وما حولنا. 7 – انكسار القلب بين يدي الله وافتقاره إليه وهذه أيضاً توضح للطلاب بحيث يستشعر الطالب وهو ساجد بين يدي الله عظمة الله وتقصيره في جنب الله وكثرة النعم التي من الله في مقابل الذنوب والمعاصي. 8 – الخلوة بالله وقت النزول الإلهي حين يبقى ثلث الليل الآخر، وهذه تحتاج إلى تدريب عملي، ويمكن تطبيقها في مثل الرحلات والمخيمات الشبابية التربوية، والتي يتعاون الإخوة فيها على القيام في آخر الليل. 9 – مجالسة أهل الخير والصلاح والاستفادة من كلامهم وهذه تكون باستضافة بعض الدعاة الذين لهم الأثر في تحريك القلوب إلى علام الغيوب. 10 – الابتعاد عن كل سبب يحول بين القلب وبين الله من الشواغل. هذه الأسباب العشرة ما عليك إلا أن تجعلها واقعاً عملياً في حياتك وحياة طلابك، وسترى النتائج الطيبة _بإذن الله تعالى_ رزقنا الله محبته.