3 ربيع الثاني 1427

السؤال

لدي طالب في المرحلة الأولى متوسط، وبقية الطلاب في الثانوية، تجمعهم حلقة واحدة، فهل في ذلك محاذير؟ وهل يتعين نقله إلى حلقة أخرى؟

أجاب عنها:
فهد السيف

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: قبل الإجابة على السؤال أحب أن أنبه كل من يتولى التربية في صفوف الشباب، بل كل من يتولى التربية إلى أنه ينبغي أن يكون ضمن اهتماماته التعرف على الخصائص العمرية لكل مرحلة يستهدفها، وهي مبثوثة في كتب التربية، حيث إن لكل سنٍّ خصائص بالتعرف عليها يسهل التعامل مع المتربين. وأعتقد أن إشراك الطالب الصغير مع الكبار –لا سيما في مرحلة المراهقة- كما في سؤال السائل- غير مناسب، ولا يُصار إليه إلا عند الضرورة، وبعدة محاذير، وذلك لأسباب يرجع بعضها إلى طبيعة تعاملك مع الفئتين –صغاراً وكباراً- كما سبق في اختلاف الخصائص وبعضها يرجع إلى تعاملهم مع بعضهم، ونذكر بعض هذه الأمور: 1- يحصل من هذا الدمج تخلق بعضهم بأخلاق بعض في أمور غير مرضية، وداخل في هذا الأمر ما يحصل من العلاقات غير الحميدة بينهم. 2- أيضاً ربما كان هناك شكوك خارجية في أعمال الحلقة ونشاطها وشبهات قد يكون لبعضها أساس من الصحة -أحياناً- ولا ينبغي لنا أن نضع أنفسنا مواضع الريب. 3- وجود طالب في الصف الأول متوسط وهو سن في بداية المراهقة تقريبا، -13عاما- مع آخرين في اشتداد المراهقة، -المرحلة الثانوية- يحتم عليك المتابعة الدقيقة للعلاقة بينهم، مما يأخذ من جهدك التربوي ما كان الأولى أن يصرف في اجتلاب الأمور الإيجابية بدلا من مدافعة الأمور السلبية. 4- اجتماع الصغار والكبار في برنامج واحد يؤثر في بعضهم نفسيا وتربويا من الفئتين، فالكبير يرى في دمجه مع الصغير تقليلاً وتحقيراً من شأنه، وقد يقع في نفس الصغير شيء من الغرور لدى احتكاكه بالكبار. 5- كما أن البرامج التي تستهدف إحدى الفئتين لا تناسب الأخرى –غالباً-، وكذلك فإن المربي حين يوجه خطابه لإحداهما لا يناسب ذلك الفئة الأخرى، وحين يجد نفسه مضطرا إلى مراعاة الفريقين سيكون خطابه مهلهلا ضعيفا، وفي ذلك ظلم للكبار والصغار، وسبق بيان شيء من ذلك في المقدمة عن الخصائص العمرية. 6- ومن الأسباب الداعية للتفريق بين ذوي الأعمار المتفاوتة، إيجاد حالة من اليأس في نفس الصغير الذي لا يستطيع مباراة الكبار في قدرتهم، ولو استطاع ذلك لأحدث في نفسه التكبر -كما سبق- وفي تسامحك مع الصغار وتساهلك معهم ستضعف همة الكبار الذين يطالبونك بالعدل. وهكذا فهناك أسباب مهمة تدعو إلى تقسيم المجموعات حسب الفئات العمرية، وعدم دمج ذوي الأعمار المتفاوتة. وعليه فإننا ننصحك بنقل تلميذك إلى حلقة أخرى تناسبه، وإن كان الأمر قد يشق عليكما فتذكر أن التربية أهم وأولى، وهذا الأمر سيحمده لك حينما يندمج مع مجموعته الجديدة، وحين يبلغ من العمر سنا يؤهله لمعرفة أبعاد النقل، بعكس استمراره معك، سيجعله يلقي باللائمة لتأخره العلمي والثقافي والدعوي والتربوي والإيماني عليك، في حين أنك أردت الإحسان إليه وغلبتك عاطفتك. نسأل الله أن يوفقنا وإياك للسداد. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.