السؤال
كيف يخدم الأطفال نبينا في القضية الانماركية؟
الجواب
الطفل المسلم ينصر نبيه _صلى الله عليه وسلم_ بشتى الوسائل التي يقدر عليها ومثله في ذلك مثل الكبير، إلا أنه يعمل حسب استطاعته "فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ" (التغابن: من الآية16)، وهو وإن لم يكن مكلفاً تكليفاً شرعياً على عمله إلا أنه يؤجر على عمله، ويؤجر من دَلَّه على العمل أو كان سبباً في أدائه للعمل، وعندما رفعت المرأة طفلها لرسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وقالت: ألهذا حج؟ قال لها: "نعم، ولكِ أجر". كما أن الطفل المسلم يكون له تأثير – أحياناً – في جانب الدعوة والأمر بالمعروف إذا كان بالحسنى أقوى وأبلغ من تأثير الكبير، ولهذا وغيره يحسن الاهتمام بالطفل المسلم وتنشئته تنشئة صالحة وها هنا أسرد عليك شيئاً من وسائل النصرة التي أظن أن الطفل المسلم يستطيعها أو يستطيع أقل القليل منها وهي كما يلي: 1 – قراءة سيرة النبي _صلى الله عليه وسلم_ وهديه وسمته، أو سماعها من أشرطة، وذلك من شأنه أن يعزز جانب محبة النبي _عليه الصلاة والسلام_ في نفس الطفل، ويتعلق به بدلاً من أن يتعلق بغيره من الأبطال الموهومين، ومحبته سبيل لطاعته. 2 – الاقتداء بالنبي _صلى الله عليه وسلم_ والتأدب بآدابه والتحلي بأخلاقه من أفضل وسائل النصرة فإن الأعداء حينما ينتقصون رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ فإنهم يريدون إضعاف تعلقنا واقتدائنا به، وبالاقتداء نعاملهم بنقيض قصدهم، ونفوز برضا الله تعالى، ولا يكون هذا الاقتداء إلا بالقراءة في سيرته كما في الفقرة السابقة وتعلم هديه وطلب العلم النافع بوسائله وحفظ بعض الأحاديث من أقواله عليه الصلاة والسلام. 3 – طاعته عليه الصلاة والسلام فيما يأمر به وترك ما نهى عنه، بل وفعل المستحبات وترك المكروهات وهو تابع لما قبله. 4 – الذب عن عرضه _صلى الله عليه وسلم_ بشتى الوسائل المشروعة مثل: - الذب عن عرضه بالقول، فلا ينتقص شيء من سنته أو ذاته أو شرعه إلا ويذب عنه بالطريقة المناسبة، وقد لا يتأتى هذا الذب إلا بالعلم الذي يمكنه من الدفاع عن حبيبه _صلى الله عليه وسلم_. - الذب عن عرضه بالفعل، فلا يفعل أفعالاً مشينة وتنسب إلى سنة الرسول _صلى الله عليه وسلم_ أو يخالف سنته فيكون فظ التعامل أو شديداً في الأفكار، أو يظهر بتعامله مع الآخرين ولو كانوا غير مسلمين الإسلام بصورة مشوهة ليست هي الصورة القشيبة الناصعة التي أظهرها النبي عليه الصلاة والسلام للناس. - الذب عن عرضه بالعمل، فيذب عن عرضه بتوزيع الكتب والأشرطة والمطويات ويبحث عن الوسائل التي تحبب الناس في هذا الدين العظيم وتقربهم منه. 5 – دعوة الأطفال أمثاله بوسائل الدعوة الممكنة له، قولاً وعملاً وغير ذلك وتحبيبهم في رسولهم _صلى الله عليه وسلم_، وأيضاً يكون قدوة صالحة بامتثال السنة والتعامل الحسن مع الآخرين وتأليف قلوبهم لذلك، كما كان المصطفى _صلى الله عليه وسلم_ يفعل. 6 – مقاطعة الذين سخروا أو استهزؤوا بحبيبه _صلى الله عليه وسلم_ مع التركيز على البادئ بالاستهزاء لتؤتي المقاطعة ثمارها، وتفعيل الآخرين للمقاطعة من الأهل والأقارب والأصدقاء بتذكيرهم بها وحثهم عليها وتوزيع ما يعين على ذلك. 7 – معرفة أصل المشكلة وأبعادها وأهداف الذين سخروا منه _صلى الله عليه وسلم_، وبناء عليه فإننا لبغضنا لهم نبتعد عن تقليدهم والتشبه بهم أو سلوك نهجهم ليكون قدوتنا الأول رسول الله _صلى الله عليه وسلم_. 8 – الانضواء تحت لواء أهل العلم: ويكون ذلك بالصدور عن آرائهم وسؤالهم ومحبتهم وعدم خدش أعراضهم، وعدم الاجتهاد فيما يخالف مذاهبهم وآراءهم، والوقوف معهم صفاً واحداً ضد العدو الموحد. إن الطفل المسلم المبدع يستطيع مع أهله وذويه ومن يقع تحت أيديهم ابتكار وسائل جديدة ربما تندرج تحت ما ذكرنا أو تزيد عليه لنصرة رسوله _صلى الله عليه وسلم_، والمحب الحقيقي يجد من الوسائل لنصرة محبوبه ما لا يخطر على بال، وما ذكرناه هنا إنما هو أساسات وأصول وأمثلة فقط، وغيرها كثير جداً. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.