27 ربيع الأول 1426

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم<BR>الإخوة الأكارم في موقع المسلم _جزاكم الله خيراً_ على هذا الجهد الضخم و جعله في موازين أعمالكم.<BR>قال _تعالى_ في محكم تنزيله:"فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ"، وأرغب في تلقي حل منكم بعد أن اختلط علي الأمر فعلياً.<BR>لدي موقع الكتروني ، يدعم مواهب الشباب المتعلقة بالعصر الإلكتروني الذي نعيشه رغبة مني في أن يصلوا بها إلى درجة تؤهلهم لخدمة أمتهم ولو باليسير الإعلامي و إبراز ما تتميز به الدولة بأبنائها.<BR>من أقسام الموقع بعض الأقسام المتعلقة بالتصميم والجرافيكس، وهو يعنى بمعالجة الصور الرقمية ودمجها وتطويعها لإيصال <BR>فكرة أو هدف التصميم، ولكن تواجهني مشكلة تقض مضجعي، وهي موضوع استخدام الغالبية العظمى من هؤلاء الموهوبين <BR>لصور نساء كلها تبرج و سفور؛ وذلك لأن بداية هذه المواهب تكون عادة قبل سن النضج الشخصي فيستخدمها الموهوب في <BR>إشباع أهداف عاطفية شخصية ويضع فيها ما يناسب هدفه.<BR>أود أن أضع شروطاً لمثل هذه التصاميم الرقمية، وقد كنت أمني نفسي بأنه بعد صقل مواهبهم فإنهم سيغيرون أدواتهم <BR>المستخدمة في التصميم أو توجهاتهم، و لكن هذا رهن بعدة عوامل لا أستطيع السيطرة عليها كلياً.. وتوقفت عند موضوع استخدام صور النساء أو الأطفال في مثل هذه التصاميم .. هل يحرم استخدامها كلياً في الشرع ؟ أو بماذا تفيدوني في مثل<BR>هذه الحالة من حيث وضع الشروط المناسبة لنشر مثل هذه التصاميم في الموقع كتشجيع للمواهب _جزاكم الله خيراً_.<BR>

أجاب عنها:
د. سعد العتيبي

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم] أشكر لك همتك ونيتك الصالحة – إن شاء الله تعالى- في فيما تقوم به من عمل نافع يدعم مواهب الشباب في التقنية الرقمية ؛ لخدمة أمتهم وتأدية رسالتهم من خلالها. ومن سؤالكم ظهر لي ما يلي : أن خدمة موقعكم في القسم المسؤول عنه هي : معالجة الصور الرقمية ودمجها والإفادة منها في إيصال الفكرة والهدف . وأنكم تواجهون مشكلة في ذلك ، بسبب استخدام الغالبية العظمى من المشاركين صور نساء متبرجات سافرات . وأنكم تودون وضع شروط لمثل هذه التصاميم الرقمية . وسأذكر لك رؤية حول هذا الموضوع ، لعلها تساعدك في تحقيق الهدف دون مخالفات شرعية _إن شاء الله تعالى_ ، وذلك في الضوابط والمقترحات التالية : أولاً : يمنع منعاً باتاً رفع الصور المحرمة إلى الموقع ، كما يمنع التعامل معها فنياً، ومن هذه الصور : صور النساء وخاصة السافرات و المتبرجات، وسيتم حذف أي صورة من هذا القبيل . ثانياً : يجب أن يكون هدف معالجة الصورة هدفاً نبيلاً مشروعاً ، لا يتعارض مع الأحكام الشرعية الإسلامية ، ولا مع عادات المجتمعات الإسلامية وأعرافها المشروعة ؛ وسيتم حذف ما يتعارض مع هذا البند . ثالثاً : ينصح بأن تكون الصور لغير ذوات الأرواح ، كما يجب الابتعاد عن الصور المبتكرة لذوات الأرواح ( الإنسان والحيوان ) . [ التي يصورها الشخص بنفسه لا بآلة كالصور الفوتوغرافية مثلاً]. رابعاً : يرحب الموقع بكل ابتكار مشروع فيما يتعلق بالصور التي ليس فيها ذوات أرواح ، مثل : صور الجمادات، ويمنح هذا النوع من الصور نقاطا أكثر للمشارك والمشاركة . ( تحددون النقاط حسب ما ترونه ، وينبغي أن يكون مؤثراً في اختيار المشاركة مثل : عشر نقاط لهذا النوع مقابل اثنتان لغيره ) . لعل في هذه الضوابط ما يكفي في المرحلة الأولى على الأقل . ويوصى بما يلي : 1) عدم التهاون في المضامين المخالفة للضابط الأول ، وتحت أي مسوغ ؛ لأن هذا النوع من المخالفات مفسدة ظاهرة شرعا؛ لأنها مخالفة شرعية واضحة لا إشكال فيها، وما قد يرجى من تغيير أدوات المشاركين ، بعد صقل مواهبهم لتغيير أدواتهم نحو الأفضل، إنما هو أمر مظنون ، بل قد يكون وصفه بالموهوم أقوى ، فلا يراعى من الناحية الشرعية في مثل هذه الحال، ولا سيما أن الأمر رهن بعدد من العوامل التي لا يمكنك السيطرة عليها من قبل مراقبي الموقع والمشرفين عليه . 2) يقترح دعوة عدد من كبار المصممين المحافظين المبدعين ، لتقديم دروس على نماذج مشروعة ، وطلب تطبيقات عليها من المستفيدين ؛ لتكوين تيار فني يكشف الإبداع في المجالات المأذون فيها شرعاً ، ويضع المستفيدين في المسار المناسب ؛ فمن الملاحظ أن مشاركات المبدعين تؤثر في مسار المبتدئين كثيراً ، ولا سيما إذا صحب التطبيق توجيه مناسب ، دون دخول في جدل أو تفاصيل . 3) وضع جملة من البدائل المشروعة ، ودعمها بالنماذج والأفكار الجديدة باستمرار وتزويد الموقع بالجديد منها ، وتكوين ما يشبه البنك في ذلك ؛ ومن ذلك على سبيل المثال : التواقيع الخاصة ، والتواقيع الدعوية والتربوية ، والإعلانات المشروعة ، في المجالات المشروعة . ولعل فيما ذكر ما يفتح أفاقاً نافعة ، يكون لكم أجر الدلالة عليها ، وتوجيه المبدعين إليها . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .