21 رمضان 1431

السؤال

هل ترى ليلة القدر عيانا أي أنها ترى بالعين البشرية المجردة ؟ حيث إن بعض الناس يقولون: إن الإنسان إذا استطاع رؤية ليلة القدر يرى نورا في السماء ونحو هذا ، وكيف رآها رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ والصحابة _رضوان الله عليهم أجمعين_ ؟ وكيف يعرف المرء أنه قد رأى ليلة القدر ؟ وهل ينال الإنسان ثوابها وأجرها وإن كانت في تلك الليلة التي لم يستطع أن يراها فيها؟ نرجو توضيح ذلك مع ذكر الدليل .

أجاب عنها:
عبدالعزيز بن باز رحمه الله

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فقد ترى ليلة القدر بالعين لمن وفقه الله _سبحانه_ وذلك برؤية أماراتها ، وكان الصحابة _رضي الله عنهم_ يستدلون عليهما بعلامات ولكن عدم رؤيتها لا يمنع حصول فضلها لمن قامها إيمانا واحتسابا ، فالمسلم ينبغي له أن يجتهد في تحريها في العشر الأواخر من رمضان كما أمر النبي _صلى الله عليه وسلم_ طلباً للأجر والثواب، فإذا صادف قيامه إيماناً واحتساباً هذه الليلة نال أجرها وإن لم يعلمها قال _صلى الله عليه وسلم_ : من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وفي رواية أخرى من قامها ابتغاءها ثم وقعت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
وقد ثبت عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ ما يدل على أن من علاماتها طلوع الشمس صبيحتها لا شعاع لها ، وكان أبي بن كعب يقسم على أنها ليلة سبع وعشرين ويستدل بهذه العلامة ، والراجح أنها متنقلة في ليالي العشر كلها ، وأوتارها أحرى ، وليلة سبع وعشرين آكد الأوتار في ذلك ، ومن اجتهد في العشر كلها في الصلاة والقرآن والدعاء وغير ذلك من وجوه الخير أدرك ليلة القدر بلا شك وفاز بما وعد الله به من قامها إذا فعل ذلك إيمانا واحتسابا .
والله ولي التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .