السؤال
ما حكم صيام يوم السبت، وخاصة في هذه الأيام أيام شعبان، حيث إنني سمعت آراء كثيرة في صيام هذا اليوم، فمن الناس من يقول: إنه لا يصام إلا إذا سبق وألحق بيوم صيام، ومنهم من يقول: إنه لا يجوز أن يصام هذا أبداً إلا إذا في الفرض، فما هو الحكم في ذلك؟
الجواب
الخلاف في ذلك راجع إلى الحديث الوارد فيه، وننقل لك رأي الشيخ ابن باز رحمه الله في ذلك.
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد ..
فالحديث في السبت في النهي عن صيام يوم السبت حديث ضعيف شاذ مضطرب وهو ما يروى عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (لا يصومن أحدكم يوم السبت إلا فيما افترض عليه فإن لم يجد إلا لحاء عنب أو عود شجرة فليمضغه) هذا الحديث ضعيف، ومضطرب نبه عليه الحفاظ, فالحديث غير صحيح، فلا بأس بصوم يوم السبت مع الجمعة, أو مع الأحد أو مفرداً، لا حرج في ذلك هذا هو الصواب، وهذا هو الصحيح, والحديث ضعيف لا يصح الاحتجاج به, ومما يدل على ضعفه ما ثبت في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده), فأباح للناس أن يصوموا يوماً بعده يوماً بعد الجمعة وهو السبت في النافلة, فدل على أن الحديث الذي فيه النهي عن صومه إلا في الفريضة حديث باطل مخالف للأحاديث الصحيحة, وهكذا كان- عليه الصلاة والسلام يصوم- الأحد ويوم السبت ويقول: (إنهما يوما عيد للمشركين فأنا أريد أن أخالفهم), والخلاصة أن الحديث في النهي عن صوم يوم السبت حديث ضعيف بل باطل غير صحيح, ولا حرج في صوم يوم السبت مفرداً, أو مع الجمعة, أو مع الأحد كل ذلك لا بأس به والحمد لله. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين