23 جمادى الثانية 1438

السؤال

حسب علمي فإن التقرب إلى الله بالذبح يكون بإحدى ثلاث؛ وهي الهدي أو الأضحية أو العقيقة. وسؤالي عن وقت الهدي: هل هو مقصور على وقت الحج؟ أو يمكن إهداء القرابين إلى بيت الله الحرام في كل وقت؟ وما المقصود بوقت الحج؟ هل هو أشهر الحج كلها؟ أو أيام الحج فقط، وهي من يوم عرفه حتى آخر أيَّام التشريق؟ أفتوني مأجورين. وجزاكم الله خيرا.

أجاب عنها:
عبد الرحمن البراك

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فالهدي هو ما يساق من بهيمة الأنعام من خارج الحرم ليُنحر في الحرم؛ وهو إما واجب كجزاء الصيد هديا بالغ الكعبة، أو مستحبا كالذي يسوقه المعتمر أو المفرد، والظاهر أن هذا مشروع في كل وقت؛ فإنه صلى الله عليه وسلم بعث هديا وهو بالمدينة، كما قالت عائشة - رضي الله عنهما: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يهدي من المدينة فأفتل قلائد هديه، ثم لا يجتنب شيئاً مما يجتنب المحرم) متفق عليه، قال النووي: "فيه دليل على استحباب الهدي إلى الحرم، وأن من لم يذهب إليه يستحب لـه بعثه مع غيره، واستحباب تقليده وإشعاره، كما جاء في الرواية الأخرى"أهـ.
   وقد ترك الناس سنة سوق الهدي، حتى هدي التمتع والقران يشترونه من داخل الحرم، ولقد ذهب بعض العلماء أنه لا يسمَّى هديا إلا إذا اشتري من الحل؛ لأن الهدي من شأنه أن يساق من خارج الحرم، قال تعالى: (هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ)، وقال: (وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ)، وقول السائل: "وما المقصود بوقت الحج؟" أقول: وقت الحج قد يراد به أشهر الحج، وهي شوال وذو القعدة وعشر ذي الحجة، وقد يراد به أيام أداء مناسك الحج، وهي ستة أيام، أولها يوم التروية، وآخرها اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، والله أعلم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

أملاه عبد الرحمن بن ناصر البراك في 20 جمادى الآخرة 1438هـ.