السؤال
السلام عليكم.. عمري 23 عاماً، وأنا حالمة كثيراً إلى درجة أنّني كثيراً ما أشعر أن لا قدرة لي على التعامل مع الواقع! أتحدّث كثيراً عن طموحاتي وأستشير في أموري الشخصيّة كلَّ من يحيط بي من الأصدقاء خاصّة والأهل، وأشعر أنّ هناك هوّة بين قولي وفعلي.. أنا منزعجة من كوني أستشير الجميع في أموري، وهذا يجعل البعض يعتقد أنّ رأيه هو الأمثل ويقلّل من شأني أحياناً. بم تنصحونني بارك الله فيكم؟
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا بك أختي الفاضلة
من خلال قراءة رسالتك اتّضح أنّك تعانين من فقدان الثقة بنفسك، وهذا ما يجعلك تستشيرين الآخرين في رأيهم عنك وعن تصرّفاتك لتأخذي منهم تأكيدا أو إقرارا كونك جيّدة أو ذات شخصيّة إيجابيّة، وهذا أيضا ما يجعلك تستغرقين وقتا طويلا في أحلام اليقظة للابتعاد عن الواقع وتنفيذ المهامّ والطموحات التي يجب اتّباعها لتغيير شخصيّتك.. ابنتي العزيزة كلّ واحد منّا لديه أحلامه التي يصبح من خلالها بخياله في عالم بعيد، لكنّ هذا يستغرق بعض الدقائق القليلة لأنّ الواقع وكلّ ما يشغل وتحقيق الأحلام على أرض الواقع يتطلّب منّا اليقظة وبذل الجهد لكي نحقّق ما نصبو إليه من آمال وأهداف وطموحات.. ابنتي الفاضلة أنت تحتاجين إلى تقوية ذاتك وتنمية قدراتك لإثبات نفسك والرضا عن ذاتك، وهذا يحتاج إلى بعض الإرشادات النفسيّة والسلوكيّة لكي تستعيدي ثقتك بنفسك وتحقّقي أحلامك على أرض الواقع، لذا هناك بعض التدريبات النفسيّة والسلوكيّة عليك اتّباعها ومنها الآتي
- لا تستغرقي في أحلام اليقظة الوقت الطويل بل عليك الانتباه إلى الوقت وعدم السير وراء الأوهام، لذا لا تستسلمي لتك الأحلام بل عليك القيام من مكانك وعمل أيّ شيء آخر.
-التعرّف إلى نفسك وقدراتك يتطلّب منك إحضار ورقة لتكتبي الإيجابيّات التي تجدينها في نفسك وفي المقابل السلبيّات التي تجدينها في نفسك ثمّ ما عليك إلاّ وضع مجموعة من الأهداف التي تنمّين بها الإيجابيّات أكثر لتتخلّصي من السلبيّات خطوة خطوة.
- ابنتي العزيزة أنت تحتاجين إلى التعرّف إلى أهدافك في الفترة الحاليّة ما هي الأشياء التي ترغبين في تحقيقها وتعود عليك بالنفع والفائدة شرط أن تكون مجموعة من الأهداف الواقعيّة القابلة للتنفيذ وضعي لها مدّة زمنيّة لتنفيذها ولتكن ثلاثة شهور من الآن وكافئي نفسك عند القيام بتحقيق تلك الأهداف.
-ابنتي الفاضلة عبّرى عن مشاعرك أوّلا بأوّل وارفضي الطلبات غير المنطقيّة وقولى لا لتلك الطلبات السخيفة أو التي هي أكبر من طاقتك، ولكن ارفضى وعبّري عن تلك المشاعر بأسلوب مهذّب ولائق اجتماعيّا دبلوماسيّا
- كوني دائما متفائلة إيجابيّة في تفكيرك، ارفضى الأفكار السلبيّة لكيلا تتسلّل إلى ذهنك وامنعي سلوكك الناتج عن تلك الأفكار ليتحقّق التفاؤل والاستبشار في نظرتك إلى الحياة وإلى من حولك.
-كوني واثقة من قدراتك وابتسمي وأنت تنظرين إلى الآخرين، شاركي في الحوار إذا رأيت ذلك مناسبا، استمعي بانتباه للحديث، اجلسي جلسة الواثقين من أنفسهم، انظري إلى من يتكلّم.
- ابنتى العزيزة ابتعدي عن الكسل والجلوس بمفردك كثيرا واتّبعي الأسلوب الصحّي في حياتك حتّى تشعري بالحيويّة والنشاط.
-مارسي هوايات وأنشطة جماعيّة وتعلّمي أشياء أنت في حاجة إلى تعلّمها لزيادة ثقتك بنفسك وبالآخرين.
-ابحثي دائما عن الأشخاص الإيجابيّين في تفكيرهم وأسلوب حياتهم وابتعدي كلّ البعد عن سارقي الطاقة السلبيّين.
- لا تنسي التركيز على مميّزاتك والتخلّص من سلبيّاتك أوّلا بأوّل حتّى تشعري بالإنجاز والرضا عن نفسك.
- حافظي على الصلوات بانتظام والدعوات والاستغفار والتقرّب من الله سبحانه وتعالى بكلّ الأدوات المتاحة لك حتّى تشعري بالسند والمدد من المولى سبحانه وتعالى.
أختي الفاضلة تمنّياتى لك بكلّ الخير والنجاح والتوفيق وفي انتظار تواصلك الدائم معنا للإجابة عن استفساراتك والردّ على استشاراتك بكلّ موضوعيّة ومهنيّة وفّقك الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.