2 رمضان 1437

السؤال

السلام عليكم.. أعاني من الملل الشديد من كلّ شيء.. أنا طالبة جامعيّة مللي وضجري سبّبا لي نفورا من الدراسة، دائما أشعر بالكسل تجاه مطالب الحياة وبعدم رغبتي في فعل أيّ شيء.. مشكلتي الثانية أنّي مخطوبة وقريبا سأتزوّج، لكن في بداية خطوبتي كنت أشعر بحبّ كبير لخطيبي، وبعد مرور سنة أصبحت أشعر بالملل منه ، وهذا الأمر سبّب لي إحراجا كبيرا..

أجاب عنها:
د. أحمد فخري

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا بالأخت الفاضلة، الملل والضجر والضيق والكسل كلّها مشاعر تنمّ عن تعكّر المزاج والنظرة السلبيّة إلى الأمور والأحداث التي تمرّ بك، من الواضح أنّ حياتك أصبحت رتيبة ليس بها ما هو جديد، ليس لديك أهداف أو طموحات تكرّر أعمالك بشكل "روتيني"، وهذا انعكس على أدائك الدراسي ومشاعرك وعلاقاتك بالتالي لأنّ حالتك - عند الملل والضيق - وعندما تكون غير معلومة الأسباب قد تتفاقم وتتحوّل إلى اكتئاب نفسي، لذا يفضّل التعامل مع تلك الحالات أوّلا بأوّل، وهناك العديد من الأساليب السلوكيّة والمعرفيّة التي تساعد بشكل كبير جدّا على اجتياز ذلك المنعطف في حياتك، ويتوقّف مرورك من حالة الملل على قدرتك ودافعيّتك للخروج من هذه الحالة، لذا هناك بعض الأساليب والإرشادات النفسيّة المعرفيّة السلوكيّة منها الآتي:
- عليك في البداية وضع مجموعة من الأهداف التي ترغبين في القيام بها خلال الشهور القادمة، رتّبي تلك الأهداف وابدئي بالأهداف البسيطة السهلة وشجّعي نفسك عندما تحقّقين كلّ هدف حتّى ولو كان بسيطا.
-نظّمي مواعيد نومك واستيقاظك من النوم ويفضّل في الصباح الباكر، وانتظمي على هذا البرنامج النوم مبكّرا والاستيقاظ مبكّرا.
-عليك بالمشي يوميّا لمدّة نصف ساعة بشكل منتظم في الهواء الطلق، وأفضل المواعيد في الصباح الباكر وقبل غروب الشمس بساعة.
-الانتظام على تدريبات التنفّس العميق والاسترخاء الجسدي والذهني، فاسترخاء الذهن والجسد يساعد على طرد الأفكار السلبيّة.
- عدم الجلوس بمفردك حتّى لا تداهمك الأفكار السلبيّة وتقعي فريسة لها.
-شجّعي نفسك دائما بعبارات محفّزة ومشجّعة وإيجابيّة ولا تتحدّثي مع نفسك بأسلوب انهزامي سلبي.
-العلاقات الإيجابيّة مع أشخاص مقبلين على الحياة لديهم أهداف إيجابيّة ورؤية مشرقة للحياة تبثّ فينا روح التنافس والإيجابيّة.
-البحث عن الهوايات والأنشطة المحبّبة إلى نفسك ووضعها في خطّتك وتنفيذها بشكل منتظم.
- الاشتراك في الجمعيّات الخيريّة واستقطاع وقت لخدمة المجتمع والأنشطة الجماعيّة يقضي على الملل ويشعرك بأهمّيتك.
-غيّري من نمط وأسلوب حياتك، الطريق الذي تمشين فيه،غرفتك مكان جلوسك.. ضعي وردا وبعض النباتات، اهتمّي بالحيوانات والطيور إذا كنت تحبّين تربيتها.

-اجلسي في حضن الطبيعة لبعض الوقت، حديقة، بحر، رحلة خارج بلدتك.
-الانتظام في الصلوات والدعاء والاستغفار والتأمّل في ملكوت الخالق سبحانه وتعالى من أعظم الأعمال التي تشعرك بالسكينة والراحة وهدوء الأعصاب، الجانب الروحاني من أهمّ الجوانب في حياتنا..
الأخت الفاضلة كوني متفائلة إيجابيّة في نظرتك إلى الحياة من حولك، ابحثي عن الإيجابيّات في حياتك واسعي لصنع حاضر ومستقبل مشرق متجدّد، كوني صانعة للأحداث وفعّالة وابتعدي كلّ البعد عن الاتّكال والتكاسل والسلبيّة في أفعالك وأقوالك وتفكيرك..
تمنّياتى لك بكلّ الخير والسعادة والصحّة وعلى تواصل دائم للإجابة عن استفساراتك ومتابعة حالتك بإذن الله تعالى.