12 شعبان 1437

السؤال

لي قريب يعاني من الهمّ والضيق والعصبيّة وهو منعزل عن الناس، عليه ديون ماليّة، ذهب إلى الطبيب فقال له اكتئاب، لكنّه لم يتحسّن علما أنّه للأسف لا يصلّي فهل يكون مرضه عينا أو سحرا أو مسّا.. أرشدوني إلى العلاج من فضلكم وجزاكم الله خيراً.

أجاب عنها:
د. أحمد فخري

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا وسهلا بالأخ الفاضل طالب المشورة
الأخ الفاضل دائما يقولون إذا عرف السبب بطل العجب، فالهمّ والغمّ والضيق الذي يصيب صديقك له سبب معلوم كثرة الدين والمبالغ التي عليه ولم تسدّد وضغوط الحياة الاقتصاديّة والمعيشيّة، ودواء الاكتئاب في مثل هذه الحالات يخفّف فقط من الأعراض ولكن لا يعالج الدين الذي لدى صديقك، فما دام السبب موجودا لا يشفى نهائيّا من الهمّ والغمّ والضيق. وهذا بعيد كلّ البعد عن السحر والعين ومثاله ،
أرى أن يستمرّ في العلاج الدوائي لعلاج الاكتئاب للتخفيف من الأعراض وتحسين الحالة المزاجيّة وأيضا أنصحك بأن تفكّر معه في كيفيّة تسديد الدين الذي عليه من خلال جمعيّة أهليّه أو فاعلي الخير وهم كثر، ولابدّ من دعم الأصدقاء كما تفعل أنت جزاك الله كلّ خير ومجالسة الصالحين وعدم تركه يجلس بمفرده، والبحث له عن عمل يعينه على سداد دينه،
وأرى أنّ حالته تستلزم المتابعة المستمرّة مع الطبيب النفسي لمتابعة العلاج الدوائي وأيضا إدخاله ضمن برنامج علاج جماعي ليشارك الآخرين ويستفيد من خبراتهم وآرائهم.. أبعد عن تفكيره وشعوره الأفكار الخرافيّة حتّى لا ترجع متاعبه إلى أسباب غير منطقيّة وتتسبّب فى سوء حالته وابتعاده عن الحلّ المنطقي للبحث عن وسائل لقضاء الدين والبحث عن عمل إضافي. أخي الكريم بارك الله فيك وأعانك على فعل الخير ومساندة المسلمين ودعائي لك بالتوفيق والصحّة والسعادة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.