2 جمادى الثانية 1436

السؤال

أنا طالبة في الصف الأول الثانوي ولي أهداف كثيرة أن أحققها لكن ما أقدر أو ما عندي الحافز لتحققيها، كما أني منعزلة وما عندي أصدقاء مقربون وما عندي ثقة بالنفس ودائما أهتم بآراء الناس بي وثقتي بنفسي تهتز أكثر وأكبر مشكلة أني أتمنى يكون عندي صديقة أو أن أتكلم مع أقاربي وأهلي أمي وأبي وأخواتي عادي دون انطوائية، لكن الصراحة أنا أجدهم ليسوا أناسا مميزة أو لا يريدون يفهموني صراحة لا أعرف السبب وهذه أكبر مشاكلي، لأني ما بقي أحد يشجعني أو أحد أحبة وأحترمه، وأنا حساسة جدا وعقلي لا يقدر أن يحلل كل شيء مهم كان صغيرا حتى أن رأسي يؤلمني كثيرا..
أتمنى أن حضرتك تجد حلا لمشاكلي؟

أجاب عنها:
د. أحمد فخري

الجواب

الابنة الفاضلة.. من الواضح أنك شخصية حساسة تهتمين بما يقال وما سوف يقال وتهتمين بآراء الناس أكثر من قناعتك الشخصية بتصرفاتك وردود أفعالك أنت حتى أصبحت منعزلة ومنسحبة اجتماعيا لصعوبة إرضاء الآخرين والظهور بالشكل الذي يفضلك عليه الآخرون وكل هذا نابع من فقدانك لثقتك بنفسك ودائما الفاقد الثقة بنفسه يشعر أن الآخرين أفضل منه وأن تصرفاتهم وآرائهم ووجهات نظرهم كلها صحيحة وأفضل منه ويقلل من شأنه بصفة مستمرة ويقول الآخرون أفضل مني وأقوى مني وكأنه مخلوق من عالم آخر، ولكن أنا أعلم أن أفكارك السلبية وقلقك مما حولك هو المتحكم في مشاعرك وسلوكك الحالي ويشعرك بأنك لست ناجحة في شيء وليس لديك هدف أو معنى في تلك الحياة..
وأيضا تفتقدين العلاقات الاجتماعية والأصدقاء وهذا شيء طبيعي من إنسانة لا تتواجد في وسط الناس فكيف تتعرف على الآخرين أو يتعرف عليها الآخرون ويقيمون معها صداقة وهي منعزلة لا يراها أحد وكيف تضعين أهدافا وأنت منعزلة في غرفتك لا تسعين وراء تحقيق أهدافك فما هي فائدتها؟ ولماذا تضعين أهدافا وأنت بعيدة عن الواقع المعاش..
الابنة الكريمة.. مشكلتك يقع فيها الكثير من الفتيات والفتيان في مثل سنك وتتراكم عليهم المشكلات وتتعقد ولكن لحسن وعيك وتدبر أمرك أنك استشعرت الخطر ورفضت العيش بأسلوب خاطئ وهذا هو أول خيط للعلاج طلب المساعدة لكونك مقتنعة أن هناك مشكلة وشيء خطئك وهذا يدل على استبصارك بمشكلتك ورغبتك للتخلص من خجلك وفقدانك لثقتك بنفسك وغياب الهدف عنك لذا هناك بعض الإرشادات النفسية والسلوكية التي تساعدك على بناء ثقتك بنفسك واستعادة التفكير البناء لديك ومنها ما يأتي:
- لا بد في البداية من التعرف على قدراتك وإعادة تطويرها للأفضل من خلال كتابة مميزات شخصيتك وسلبياتها ووضع مجموعة من النقاط لتنمية مميزاتك والتخلص من سلبياتك بشكل جاد ومستمر.
- وضع مجموعة من الأهداف اليومية والأسبوعية في شكل جدول ووضع الاقتراحات والوسائل لتحقيق تلك الأهداف حتى لو كانت صغيرة وكيفية التغلب على العقبات التي سوف تقف حجر عثرة أمام تحقيق الأهداف وكيفية التغلب عليها وبتحقيق كل مجموعة من الأهداف عليك بمكافأة نفسك بشيء كنت ترغبين فيه.
-التطوير من إمكانياتك وشخصيتك من خلال التعلم والقراءة وحضور الدورات التي تساعد على تنمية الذات والقدرات والمفاهيم فمن خلال الذهاب لأماكن تعلم (الكورسات) والمحاضرات والدورات التدريبية والجمعيات الأهلية والأنشطة الخيرة باستطاعتك إقامة علاقات اجتماعية وكسر حاجز الرهبة بينك وبين الآخرين والتعرف على أناس تشاركك نفس الهدف.
-عليك بتشجيع نفسك لكسر وحدتك من خلال عدم الجلوس بمفردك داخل غرفتك إلا للخلود للنوم فقط عليك باتباع الاشتراك مع الأسرة في وجبات الطعام ومشاهدة التليفزيون وجلسات الحديث والزيارات خارج المنزل.
-عليك أيضا بتعديل حديثك الداخلي مع نفسك فاستخدمي العبارات المشجعة والمحفزة للإقدام والاشتراك في الحديث مع الناس والإبعاد عن ذهنك وتخلصي من الحديث السلبي مع نفسك من خلال التخلص من العبارات الهدامة المحبطة التي تجعلك تنسجمين اجتماعيا وتفقدك ثقتك بنفسك.
-استخدمي أدوات التواصل الاجتماعي من حسن الإنصات للمتحدث مع الابتسام والتركيز بالعين ولغة الجسم المنبسطة والجلسة الواثقة والنظرات الإيجابية وإظهار التعاطف والمودة والتأثر مع من يحدثك حسب الظرف واعلمي أن مهارات التواصل الاجتماعي تنمو وتكتسب كأي شيء بالممارسة والتكرار وتصحيح الأخطاء..
إذن فعليك الجلوس مع الآخرين في جلساتهم الاجتماعية والانخراط في الأنشطة الاجتماعية والجماعية لاكتساب تلك المهارات وتنميتها.
- التحلي دائما بالتفاؤل والإيجابية والنظرة الإيجابية للأمور والأحداث واجعلي دائما أفكارك إيجابية منطقية وتخلصي بكل جهدك من الأفكار السلبية والنظرة التشاؤمية السوداوية وسوف تشعرين الفرق والراحة النفسية والهدوء.
-الاهتمام بالجانب الصحي والجسدي من خلال ممارسة رياضة محببة وتناول الغذاء الصحي المفيد فذلك ينعكس على ثقتك بنفسك من خلال جسد ممشوق رياضي وصحة متوازنة..
-الجانب الروحي يجعلنا نشع نورا وطاقة إيجابية من خلال الانتظام في العبادات والدعاء والاستغفار وذكر الله كثيرا نشعر بالراحة والسكينة وهدوء الأعصاب.
الابنة الفاضلة.. تحياتي لك على شجاعتك واستبصارك بذاتك ورغبتك في تطوير ذاتك للأفضل فهذا يدل على شخصية متطورة راغبة للأفضل بإذن الله تعالى.
وفي انتظار تواصلك معنا للاطمئنان على تطور ثقتك بنفسك وتدعيمك للأفضل بإذن الله تعالى.