25 جمادى الأول 1436

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... تزوجت امرأة مطلقة ولديها أبناء مع طليقها.. وهو لا يريد أن أرى أبناءها، وهي من جدة وأنا من القصيم، وطلبت منها أن تأتي وتسكن معي في القصيم فرفضت.. ثم حاولت معها فرفضت بحجة أبنائها!
ما الحل في ذلك؟ مع العلم بأني مرتبط بالقصيم بأعمال ودراسة ولا أستطيع السكن في جدة!

أجاب عنها:
خالد عبداللطيف

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ومرحبا بك أخي الكريم بين إخوانك في موقع المسلم، وشكر الله لك ثقتك بنا، وفرّج همك وأعانك.
مشكلتك – أخي - أنك تزوجت بامرأة مطلقة، يعيش أولادها في مدينة بعيدة عن موطن إقامتك، ومن ثم تعاني عدم استجابتها للإقامة معك؛ لرغبتها في القرب من أولادها الذين يعيشون مع طليقها.
وحتى تكتمل أبعاد المشكلة.. فالمفترض هنا أنها لا تملك حق حضانتهم وضمهم إليها؛ بحيث نستبعد هذا الحل في الوقت الحالي.
والمفترض كذلك أن المشكلة لم تظهر معك إلا بعد فترة من الزواج، وإلا فلو كنت تعلم بهذه المشكلة قبل الارتباط بها؛ لكان اللوم متجها إليك في اختيارك لشريكة الحياة، دون إمعان النظر في تناسب الظروف بينكما.
وعلى كل حال.. لا مفر من التعامل مع الواقع الحالي، مستعينين بالله جل وعلا.
أخي الكريم
أول ما أنصحك به هو أن تبادر بحوار هادئ طيب مع زوجتك يقوم على الاحترام والتقدير للغرائز والاحتياجات الإنسانية التي جبلنا الله عليها؛ فتخبرها بأنك تعذرها في غريزتها الفطرية تجاه فلذات أكبادها، وأنك ستكون عونا لها قدر استطاعتك على رؤيتهم من آن لآخر على فترات مناسبة.
ثم تبيّن لها أنها في المقابل ينبغي أن تنظر بعين الحكمة إلى ضرورة إقامتها معك، وأن الحاجة إلى ذلك مشتركة بينكما.. وليست حاجتك وحدك، وأنها من ركائز علاقة الزوجية الكريمة التي كتبها الله بينكما، وفطر الناس عليها؛ لتتحقق لهم بها السكينة والمودة والرحمة.
ومن ثم فإن التوازن بين الأمرين والتقدير الرشيد لهما معا يتطلب من كليكما بعض التحمل والتنازل؛ فأقترح عليكما:
إتاحة الفرصة لها في رؤية أولادها والقرب منهم كل شهرين؛ تسافران للعمرة وتلتقي هي أولادها، ثم تعودان إلى مقر إقامتك. واحتسب في ذلك - أخي المبارك - عظيم الفضل والأجر؛ حيث تجمع بين أعمال صالحة عظيمة؛ من العمرة وإعانة زوجتك وإدخال السرور عليها، كما أن نفقتك في هذه العمرة مباركة مخلوفة كما جاء في السنة المطهرة أنها تنفي الفقر!
ومن جهة أخرى – أخي الموفق بإذن بربك – أستشعر من كلماتك أن بين جنبيك قلبا رحيما عطوفا؛ فأوصيك أن ترفق بزوجتك وأنت تقترح عليها ما سبق، وتتوقع أن تجنح بها غريزة الأمومة إلى الرفض.. والتمسك بالرغبة في البقاء الدائم بمدينتهم، والتي يظهر من سياق الكلام ومفهومه أنها مدينة أهلها؛ فهنا عليك بالحلم والتصبّر وعدم مواجهة الحدة بمثلها، ولكن اطلب منها التمهل والتأمل بعد أن تهدأ!
فإذا تمسكت بموقفها بعد فرصة الهدوء والتأمل.. فلتكن الخطوة التالية أن تراجع أهلها بنفس الروح الطيبة، وتوضيح ضرورة التوازن بين الأمرين بما يرضي الله عز وجل؛ ليقوموا بدورهم في التأثير عليها وإقناعها.
وأتوقع - أخي - ألا يطول الأمد أكثر من ذلك بإذن الله وتوفيقه، ولتكن منك نية صالحة لوجه الله تعالى في إعانتها على ما لا تملك التحكم فيه، مع دعاء المولى جل وعلا أن يؤلف بينكما ويجمع شملكما على كلمة سواء فيما أهمكما.
وفقك الله أخي وأعانك ويسر أمرك وأصلح لك زوجك وشأنك كله.