28 شوال 1435

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لدي مشكلة، أنا فتاة عمري 20، ولكن أي أحد يراني يتوقع عمري بـ 15، أو أصغر بسبب صغر حجمي ووزني القليل فأنا وزني تحت الطبيعي مشكلتي التي هي لا أعرف ماذا أرغب فأنا أعاني من نقص كبير من جميع النواحي من الأهداف وتحقيقها والشخصية والثقة، وأشياء كثيرة سوف أبدأ بجزء جزء..
أولا شخصيتي ضعيفة ومهزوزة، أعاني من الرهاب الاجتماعي واكتئاب وقلق وخوف وسلبية جدا في التفكير ولا أقدر أدافع عن نفسي لدرجة الخجل واضح في وجهي والخوف أيضا واضح ولا أتصف براحة في الجامعة، أتكلم بصوت منخفض دائما وهادئة جدا ولا أحد يحبني، دائما يصفوني بالهدوء والنكد..
ثانيا جزء من شكلي فأنا مهملة في نفسي جدا وزني 30 وذهبت لأكثر من دكتورة وللأسف لم أستطع الاستمرار في العلاج بسبب أسرتي وبسبب المبلغ، وجهي باهت أصفر يوجد به حبوب شعري خفيف ومتقصف ودائما أذهب إلى أي مكان يكون شكلي عادي وأقل من العادي..
الجزء الثالث علاقتي مع الله أنا جدا مقصرة، أسمع الأغاني وكثيرة الشكوى والسخط بالأصح غير راضية عن حياتي ولا عن أهلي ونفسي وكلما أريد التوبة أحس انه لن تقبل، أنا أكره نفسي جدا، وأضرب نفسي كثيرا.
في أشياء لم أقلها لأني متعبة ولا أريد تذكرها ولكن أحتاج إلى مرشدة ترشدني وتنصحني وتمد لي يد العون وتمسك بيدي وتساعدني كأني ابنتها.
أتمنى أن أذهب إلى مرشدة نفسية ولكن لا يوجد بمدينتي وأهلي يرفضون.

أجاب عنها:
د. أحمد فخري

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أهلا وسهلا بالأخت الكريمة..
أختي الفاضلة؟؟ هناك نعم أنعم الله بها علينا كثيرة ومتعددة ولكن تركيزنا فقط على ما نحتاج إليه يجعلنا نغفل تلك النعم التي لا تعد ولا تحصى، ومنها قدرتك على وصف مشاعرك والضغوط التي تعانين منها وكتابتها لنا في الموقع لو أحصيت كم نعمة أنعم بها الله عليك بها حتى تكملي رسالتك لنا لحمدت الله كثيرا، ولكن الإنسان أحيانا يشعر بالإحباط والتوتر والقلق لتركيزه على جانب واحد من جوانب حياته، ولكن إذا نظرنا إلى تعريف مفهوم الصحة نجد أنها حالة تامة من الإحساس بالرفاهية في الجوانب الصحية والجوانب العقلية النفسية والجوانب الاجتماعية والجوانب الروحية وإذا نظرنا إلى الجوانب الصحية البدنية نجد أن الاهتمام بهذا الجانب لابد من غذاء صحي متوازن وممارسة الأنشطة الرياضية ومنها رياضة المشي لمدة نصف ساعة يوميا فهو مفيد جدا لتحسين وظائف الجسم والحالة المزاجية وتجدد خلايا الجسم كما أن ممارسة التمرينات الرياضية تمنح الشخص الثقة بالذات وتعززها، أما الجوانب العقلية والنفسية فهو جانب مهم جدا من خلال تعلم أشياء جديدة تطور من شخصيتك وتنمي بعض من قدراتك فالقراءة وحضور المنتديات والندوات والمحاضرات تطور من قدراتنا وترفع من ثقتنا بأنفسنا كما أن التعبير عن مشاعرنا والتدريب على ذلك من خلال رفض الطلبات غير المعقولة بقول كلمة (لا) ولكن بأسلوب مقبول اجتماعيا يزيد من تأكيد ذواتنا وثقتنا بأنفسنا، التأمل وممارسة تدريبات الاسترخاء والتنفس العميق يزيد من ثقتك بنفسك ويحافظ على التوازن النفسي بداخلك، الجانب الاجتماعي هام جدا وجود شبكة من العلاقات الاجتماعية الإيجابية لأن العلاقات الاجتماعية نحصل منها على التدعيم والتشجيع في مناحي كثيرة وجوانب من شخصيتنا ونشعر من خلالها بوجودنا وأهميتنا..
شاركي الآخرين في الحديث والاستفسار والتعجب والاستغراب والاندهاش وإبداء الرأي والنقاش البناء وطرح أفكارك ونظرتك ورؤيتك للمواضيع من حولك..
انظري قدر الإمكان في عين من تحدثين لإظهار اهتمامك به وأنك منتبهة لما يقول..
تخلصي من أفكارك السلبية التي تفقدك ثقتك بنفسك وتجعلك منسحبة اجتماعيا فأفكارك هي التي تؤثر على علاقاتك بالآخرين فإذا شجعت نفسك وبثثت في نفسك عبارات مشجعة ومطمئنة سوف تتغلبين على مخاوفك وتوترك والعكس صحيح فسلوكنا يأتي بناء على ما نقوله لأنفسنا كما أن مشاعرنا هي نتاج لطريقة تفكيرنا فكلما فكرنا بطريقة منطقية بعيدة عن التهويل والمبالغة في المواقف أو الاستنتاج الخاطئ للأمور كلما كنا أكثر ثبات في الموقف وقدرة على تخطى مخاوفنا بسلام وأمان..
لا تجلسي بمفردك كثيرا فكثرة البكاء على اللبن المسكوب لا يرجع بشيء بل أقحمي نفسك في الاجتماعات وشجعي نفسك على تخطي الحواجز بينك وبين الآخرين..
الجانب الإيماني هو أساس الحياة، والجانب الروحاني هام، هام للغاية فالانتظام على أداء الصلوات في مواعيدها والدعاء المستمر والاستغفار والتأمل في ملكوت الخالق سبحانه وتعالى يضفي على قلبك السكينة والهدوء والأمن والأمان ويشعرك أن الله معك وأن كل شيء له خالق قادر على تبديل الأمور من حال إلى حال فتشعرين أن الله يسير أمورنا..
أقول لك تخلصي من عاداتك السلبية من تفكير في الماضي وخوف من المستقبل، الانعزال والبعد عن مخالطة الناس، التشاؤم، والنظرة السلبية للأمور، الكسل والتكاسل، الجلوس بمفردك، وتمسكي بالأفكار الإيجابية والتفاؤل وتعلم أشياء جديدة والاهتمام بالغذاء والرياضة وانتظام مواعيد النوم والاهتمام بالأنشطة الاجتماعية والمناقشات والانتظام على الصلوات والدعاء والاستغفار..
ولا تترددي في استشارة المختصين وعرض مشكلتك طبيا على طبيب خبير، ونفسيا على خبراء للمتابعة ونحن معك ..
تمنياتي لك بكل الخير والراحة والسعادة والسكينة..