7 شعبان 1434

السؤال

أنا أكره الخروج من البيت وإذا خرجت أتضايق كثيراً، صرت ما أشعر بالراحة أبداً ولا حتى السلام الداخلي، أحس بداخلي صراعات وتناقضات وأشياء كثيرة متداخلة، وغير قادرة على فهم أي شيء تعبت من كل شيء، ما صار عندي أحلام ولا طموحات أو بالأحرى صرت أخاف أحلم! أكره بيتنا وأقاربنا وحتى حياتي!! أصبحت لا أحكي لأحد ولا أتكلم عن أي شيء ولا أفضفض مثل ذي قبل، حاولت الانتحار ثلاث مرات لكني لم أستطع.. لا أريد أموت لا أريد أدخل النار، أشعر أني صرت أعيش بدون وعي بدون هدف.. صرت أنسى أشياء كثيرة حتى جزءاً من ذكرياتي نسيتها، لا أحب نفسي أبداً، وأحس أني لا أستحق شيئاً، لا حباً ولا اهتماماً ولا أي شيء.. ثانياً أحس أني لن أكون سعيدة في يوم من الأيام فالدنيا أصلا ليس فيها سعادة ولا راحة.

أجاب عنها:
د. أحمد فخري

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله..
أهلا وسهلا بك ومرحبا في موقعنا..
الأخت الفاضلة.. أنت تعانين من الاكتئاب وهو مرض نفسي يحتاج إلى معونة الطبيب النفسي لأن الاكتئاب يحتاج في علاجه إلى شق دوائي، وشق جلسات نفسية معرفية، وإن شاء الله تشعرين بتحسن كبير خلال عدد محدود من اللقاءات مع الطبيب لأن مرض الاكتئاب من الأمراض التي تصيب المريض بالشلل في نواحي الحياة المختلفة وتجعل نظرته للأمور من منظور أسود تشاؤمي، ويتبع كل ذلك أفكار للخلاص من متاعب الدنيا بالانتحار وكراهية الذات، وإذا نظرنا إلى محتوى مشاعر المريض نجد أنها مشاعر اكتئاب وقلق وارتباك وهم وحزن وعصبية، وأحيانا لا مبالاة وغضب وكراهية وهي مشاعر ناتجة عن أفكار سلبيه تتشعب في رأس المريض وكل ما يقوم به المعالج تدريب المريض على تبني أفكار أكثر إيجابية وتفاؤل والبعد عن النظرة التشاؤمية والسلبية وأيضاً التدريب على حب الذات والاعتناء بها.
وهناك بعض الإرشادات النفسية عليك باتباعها في المرحلة الحالية وهي كالآتي:
التعرف على الإيجابيات والسلبيات التي تتمتعين بها ووضع خطة لزيادة الإيجابيات وتقليل السلبيات.
ممارسة رياضة المشي يوميا في الهواء الطلق لمدة نصف ساعة يوميا..
تبني أنشطة جديدة تتعاملين فيها مع أشخاص آخرين وتوسعين دائرة معارفك وتتعلمين شيئا جديدا..
ممارسة تمارين الاسترخاء والتنفس العميق بشكل منتظم..
تعلم التفاؤل والنظرة الإيجابية للحياة من خلال تغيير أنماط التفكير السلبي وتبني أفكار إيجابية..
عدم الجلوس بمفردك لفترة كبيرة بل قومي بعمل شيء يأخذ انتباهك..
نامي مبكرا واستيقظي مبكرا وعند الاستيقاظ غادري السرير فورا دون إعطاء فرصه للتفكير السلبي يتملك منك.
اشغلي وقت فراغك دائماً بما هو مفيد وجديد ومثير..
لا تنسي الجانب الإيماني والصلاة والدعاء والمواظبة عليهم فهي غسيل للقلوب وتزيد من السكينة والهدوء النفسي.
الأخت الفاضلة..
تمنياتي لك بحياة يملؤها الأمل والبهجة والسعادة والرضا لكي مني ومن أسرة الموقع كل التحية والتقدير ونشكرك على تواصلك معنا وفي انتظار المزيد من التواصل..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..