17 شوال 1434

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله لنا ولكم التوفيق والإعانة.. لدي أخت في الصف الثالث المتوسط ونحن في معاناة معها فهي لا تحب أن تجلس مع أفراد العائلة وغير منضبطة في وقتها فأحيانا تذهب وتنام وأحيانا تنتقل للجلوس إلى الانترنت مع تقنيننا لفترة استخدامه وأمر آخر وه وسوء أسلوبها مع الجميع وعدم اهتمامها حتى مع الوالدين وخصوصا مع الوالدة وبعد الحديث معها بصورة خاصة أخبرتني بأنها لا تحب أمي ولم تحبها قط وأنها تشعر أنها تضغط عليها دائما. مع العلم بأن والدتي طيبة جدا ولا تضرب أبدا وتحاول أن تتعامل بلطف زائد معها خصوصا ووالدتي قلقة جدا عليها وقلقة من زميلاتها في المدرسة. كما أن أختي بعد جلوسي معها أخبرتني أنها قد ابتلعت مرة مجموعة أدوية بغرض الانتحار والحمد لله أنها لم تكن محاولة جادة كما أنها قد قطعت بقطعة حادة عند عروق يدها وكذلك لم تكن محاولة جدا. نحن قلقون جدا على وضعها ولا نعلم ما الحل. كما أنه إذا ذكرنا سيرة طبيب نفسي تغضب جدا.. أفيدونا ما الحل جزاكم الله خيرا..

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الأخ الفاضل: مشكلة أختك تكتنفها جوانب مختلفة يجب النظر إليها جميعا بغير إهمال لأحدها.. وذلك عبر خطوات:
الأولى الدراسة:
فينبغي علينا أن نكثر من سماعها تتحدث عن نفسها، وتصف مشكلاتها بنفسها، ونفتح لها باب الحكاية والشكوى، وأن تبث أحزانها، وتحكي عما تعانيه، مهما كان في حديثها من تجاوز قد يصعب علينا سماعه..
ومن المهم هنا أن يقوم بهذا السماع لها شخص تثق به أو شخص قد تعرفت عليه جديدا واستطاع أن يقترب منها، وليس شخصا قد اعتادت عليه، حتى تجد في نفسها أريحية للحديث معه
ههنا يلزمنا تدوين كل ما تقول، بشكل مرتب، كما يلزمنا أن نتابع ذلك بأسئلة متابعة استفسارية لاستبيان الإجابات المجملة..
ينبغي كذلك علينا أن نجمع المعلومات عنها عبر مدرستها، وما تقوم به من سلوكيات ومشكلات في المدرسة، ومن هم صديقاتها، وغيره.
الثانية التشخيص:
نستطيع كتابة توصيف كامل لحالتها عبر نقاط متتالية متتابعة عبر جمع المعلومات الذي جمعناها من كلامها وممن يحيطونها سواء في البيت أو المدرسة أو الأصدقاء وغيرهم.
ومادام الأمر قد وصل إلى محاولة الانتحار وقتل النفس فنحن أمام حالة مهمة لا تتحمل الإرجاء، ولا يصلح معها مجرد الحل النصحي أو التوجيهي.
يمكننا جمع ذلك وعرضه على طبيب نفسي متخصص، فإن أبت زيارة الطبيب فلنقم نحن بزيارته وبعرض الحالة التفصيلية عليه للاتفاق على خطوات معينة، فإن رأى الطبيب أهمية عرضها عليه فيمكننا إلزامها بذلك.
الثالثة العلاج:
مع خطوة عرضها على الطبيب يمكننا نحن أن نقوم بدور تربوي معها، وهناك مقترحات في ذلك:
- فيمكننا مثلا إبعاد أمها عنها لفترة زمنية معينة لتستشعر بقيمتها، مع إمكانية المراسلة بينهما أو الحديث التليفوني بعد فترة، بحيث تنمو بينهم المشاعر الإيجابية.
- غالبا أن أختك قد تعرضت لمواقف شديدة، وربما مؤلمة على الناحية الجسدية، كما أنها يبدو أنها تعرضت لبعض الصدمات النفسية العاطفية في أحد الأقرباء، وقد تكون تابعت مواقف سلبية للأم في السابق، فلتستمر الأم في حسن معاملتها ولتكل العلاج والحوار وغيره للآخرين.
- تغيير البيئة شيء مهم أيضا، والبحث الجاد عن صديقات صالحات هو الآخر شيء مهم.
أنتظر منك أخي الكريم معلومات أكثر عن حالتها وتقييم الطبيب لحالتها الطبية ولتتابع معي إن شاء الله متابعة قريبة، شفاها الله وعافاها.