28 ربيع الثاني 1434

السؤال

أسأل عن خدمة المرأة لزوجها من ترتيب المنزل، وإعدادا لطعام، ونظافة المنزل، وغسل وكوي الثياب له، وأيضاً نظافة الأطفال، وتناولهم الطعام، هل يكون عليها واجب، أو فرض من الله، أو يعتبر خدمة إنسانية بينهما، وإذا لم تخدمه في الأشياء المذكورة ماذا يكون حكمها في الدين هل عليها اثم أم لا؟

أجاب عنها:
عبدالعزيز بن باز رحمه الله

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده .. أما بعد.
فهذه المسألة مهمة، والصواب فيها أنها واجبة عليها لزوجها، وهكذا كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- تخدمهم نسائهم، حتى فاطمة -رضي الله عنها- كانت تخدم زوجها، وتقوم بحاجة البيت، من طحن وكنس وطبخٍ وغير ذلك، فهذا من المعاشرة بالمعروف، وهذا هو الأصل، إلا إذا كانت المرأة من بيئة قد عُرفوا أنهم يخدمون في أي قطر، أو في أي زمان، فالناس لهم عرفهم؛ لأن الله يقول: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، (19) سورة النساء. فإذا كانت المرأة من بيئة تُخدم، ولم يكن من عادتهم أنهم يخدمون البيت، فإن الزوج يأتي لها بخادمة إن لم تسمح بأن تخدم بيتها، أما إن سمحت فالحمد لله، وأما الأصل؟ فالأصل أنها تخدم زوجها في كل شيء مما ذكرته السائلة من كنس البيت، وطبخ الطعام، وتغسيل الثياب، وكيها ونحو ذلك، هذا هو العرف السائد في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وعهد من بعده، لكن إذا وجدت بيئة وأسرة لها عرفٌ آخر في بلادهم، واشتهر ذلك بينهم وعرف بينهم، وعرفه الزوج، فإنه يعمل بعرفهم؛ لأنه كالمشروط، الشيء الذي استمر عليه العرف والزوج يعرفه كالمشروط، إلا أن تسمح الزوجة بترك هذا الشيء، وأن تخدمه، وأن تترك ما عليه عرف أسرتها، وبلادها فهي بهذا قد فعلت معروفاً، ولا حرج، المقصود أنها تعامل بمقتضى العرف في بلاده وأسرته، وإلا فالأصل أنها تخدم زوجها هذا هو الأصل في حاجات البيت، وحاجات ثيابه، ونحو ذلك.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.