21 ربيع الأول 1433

السؤال

السلام عليكم. مشكلتي مع أحد أصدقائي.. إذا تحاورنا في أي موضوع لا بد أن بغضب، وقليلا ما نخرج من أي جلسة إلا وهو غضبان. لكن هو يعود بسرعة ويتسامح في اليوم الثاني.. وهذا الشيء يتعبني كثيراً؟ أرجو إجابة سؤالي وشكراً.

أجاب عنها:
د. محمد العتيق

الجواب

السلام عليكم
أشكر لك تواصلك مع موقع المسلم وأسال الله أن يديم عليك التوفيق..
فيما يخص سؤالك، دعني هنا أنبهك على بعض الأمور التي ربما تساعد في حل مشكلتك مع صديقك:
- الاختلاف هو سنة ماضية ويجب أن نوطن أنفسنا على ذلك مهما كانت القضية محل النقاش صغيرة أو كبيرة.
- حاول أن تتعرف على طريقة تفكير صديقك والمقدمات التي غالبا ما يبني عليها للوصول إلى النتائج في أي قضية ينظر فيها. لكل إنسان طريقة في التفكير والاستنتاج والاستنباط وهي التي تؤدي به في النهاية إلى اتخاذ موقف معين مما يواجهه من قضايا و مشكلات وما يراه من آراء وما يقترحه من أفكار. قد تكون تلك الطريقة في التفكير خاطئة وهي ما تدعوه إلى تبني مواقف غريبة و مخالفة للسائد أو للمشروع أو للمعقول. وحينها ينبغي معالجة ذلك بطريقة هادئة ومتدرجة وبمعونة غيرك من الأساتذة والمربين.
- حاول قدر الإمكان كبح جماح الرغبة في التغلب والانتصار للنفس. ولن يضيرك أن تتخلى عن موقفك أو أن تتوقف عن المجادلة ولو كنت ترى الشخص المقابل على خطأ بيِّن. ففي النهاية يجب أن يكون حرصك على علاقة الصداقة أقوى بكثير من حرصك على الانتصار لوجهة نظرك وإثبات صحة موقفك. والحق ظاهر غالب ولن يضره الإنكار أو المجادلة من أي كان.
- حاول تفادي مناطق التماس والاختلاف مع صديقك. وإذا حاول إثارة مسألة معينة للنقاش فلتنه النقاش في بدايته ولتصرف الحديث إلى مجال أخر.
- حاول أن تطلع صديقك على أدبيات الخلاف وحسن التعامل مع المخالف من مقالات وأشرطة وكتيبات.
- ابحث عن الأمور المشتركة التي تجمع بينكما وخاصة المشروعات المفيدة وليست جلسات الكلام والحديث الذي لا ينبني عليه عمل أو إنجاز. لتكن لصداقتكما ثمرة محسوسة وإنجاز ملموس في ميادين الخير وما أكثرها.
- وفي النهاية تلمس مواضع القوة والضعف في صديقك و تعرف جيداً على المزايا والمساويء فيه، وإذا غلبت مساوئه على محاسنه فتخفف من صداقته و الاختلاط معه ولتنظر فيما ينفعك في دينك ودنياك ولاتجامل على حساب نفسك. وفقك الله.