5 رجب 1432

السؤال

يطالب البعض من الكتاب بتطوير السياحة الداخلية لصرف الناس إليها بدلا من سفرهم للخارج، ولكنهم يقترحون أشياء مخالفة للشرع، كإقامة المسارح وإقامة الملاهي المختلطة ونحو ذلك، فما رأيكم في ذلك؟ وما هي ضوابط دعم السياحة الداخلية ؟

أجاب عنها:
د. عبد الله الجبرين رحمه الله

الجواب

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلا شك أن الكثير من الشباب والأثرياء يسافرون خارج المملكة لتستريح أنظارهم، والترويح عن الأنفس حسب تعبيرهم، وينفقون النفقات الطائلة، والأموال الكثيرة، ثم إن آباءهم أو من يعرف ذلك عنهم، يحزن لصرف تلك الأموال في غير بلادهم، فقد يستعين بها الأعداء على حرب الإسلام، وأو على نشر الكفر وتمكينه، وذلك ما يحمل هؤلاء على المطالبة بفتح المسارح، والمهرجانات، والمقاهي، والملاهي، وأماكن التجمعات التي يحصل فيها سماع الأغاني، وتسريح الأنظار في الشباب والشابات، وما وراء ذلك من إشباع الغرائز، وفعل المحرمات التي يحاربها الإسلام، فالواجب الأخذ على أيدي هؤلاء الدعاة الذين يريدون إفساد البلاد وأهلها، وتسويتها ببلاد أهل الإجرام، والإباحية التي لا تتحاشى من التمكين للمفسدين، وإقرار الفواحش، ومنع الأولياء من السيطرة على مولياتهم.
وبالجملة فالتطوير الذي يؤدي إلى هذه المفاسد، أو وسائلها يجب محاربته، والقضاء على أيدي أهله، والدعاة إليه، فقصدهم أمر دنيوي، يحصل منه إفساد بلاد الإسلام، وتسويتها ببلدان الإباحية، فأما تطوير المزارات، وأماكن السياحة المباحة، فجائز كالغابات، التي توجد في بعض البلاد الجنوبية، وذلك بإصلاح الطرق إليها وإصلاح الظل الملائم، وبناء مساجد، ومراحيض، وتمديد الكهرباء إليها، وهكذا البلدان الواقعة في قمم الجبال، وبها مساكن، وحدائق، ومنتزهات، فزيارتها مباحة لقصد الترويح عن النفس، ومشاهدة عجائب خلق الله، وهكذا البلدان التي تتميز بالنخيل والأشجار، والمياه المتدفقة، وكذا سواحل البحار، لمشاهدة أمواج البحر وزبده، وامتداده، وما فيه من العجائب والغرائب، وقد أولت حكومتنا الرشيدة ذلك كله اهتمامًا، ففيه الكفاية لمن أراد النزهة المباحة، ومع ذلك توسع الكثير في تلك المنتزهات، بما يحصل هناك من الاختلاط، والتبرج والسفور، والمعاكسات، والمكالمات، فالواجب الاحتياط، والبعد، والتوقي عن الأخطار، والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.