5 رجب 1432

السؤال

أنا أعمل في وكالة سياحة وسفر، هل يجوز لي أن أساهم في إحضار وفود من الدول الكافرة لزيارة جزيرة العرب طمعًا في الربح ؟

أجاب عنها:
د. عبد الله الجبرين رحمه الله

الجواب

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فننصحك أن لا تفعل ذلك، فإن أولئك الوفود يقدمون بعاداتهم، وتقاليدهم، ويظهرون أمام الجماهير بزيهم، ولباسهم، وخصائصهم، ويبدون شعائر أديانهم من الصلبان، والتماثيل، وذلك مما يحصل به إعلان الكفر، وتمكين الكفار من إظهار ما يخالف دين الإسلام، وقد ينخدع بهم عوام المسلمين وجهلتهم، وربما قلدوهم، وتابعوهم في مظاهرهم، وزيهم، ولباسهم، فتميل إليهم القلوب، ويكونون محل احترام وتوقير، وذلك مما حرمه الله تعالى، حيث أوجب إبعادهم، وإذلالهم، وإهانتهم، فقد قال عمر رضي الله عنه: لا ترفعوهم وقد وضعهم الله تعالى، ولا تعزوهم وقد أذلهم الله، ولا تكرموهم وقد أهانهم الله، ولا تقربوهم وقد أبعدهم الله تعالى أو كما قال رضي الله عنه، وقد أنكر على أبي موسى الأشعري لما قال: إن لي كاتبًا نصرانيًا، فقال عمر رضي الله عنه: ما لك قاتلك الله؟! أما سمعت الله يقول: (لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) (المائدة: 51) ألا اتخذت حنيفيا؟ قلت: يا أمير المؤمنين لي كتابته، وله دينه. قال: لا أكرمهم إذ أهانهم الله، ولا أعزهم إذ أذلهم الله، ولا أدنيهم إذا أقصاهم الله، رواه أحمد والبيهقي وزاد : فانتهرني وضرب فخذي.
وعنه فقال أبو موسى والله ما توليته إنما كان يكتب. فقال عمر أما وجدت في أهل الإسلام من يكتب؟ لا تدنيهم إذا أقصاهم الله، ولا تأمنهم إذ خانهم الله، ولا تعزهم بعد إذ أذلهم الله. فعلى هذا لا يجوز استقدام الكفار طمعًا في الربح من ورائهم، حيث يوجد من المسلمين من يقوم مقامهم، فإن المسلم يحترم إخوانه المسلمين غالبًا، ويعمل معهم بنصح وإخلاص، ولا يخون، ولا يغش، لأنه يستحضر أن ربه سوف يحاسبه، وأنه بمرأى ومسمع من الله تعالى وإذا وجد من يخون بأن يسرق، أو لا ينصح من المسلمين، فإنه في الكفار أكثر، ولا شك أن استقدام الكفار، وائتمانهم، وإعطاءهم مصالح البلاد، سبب في تقويتهم حسيا ومعنويا، مع العلم بعداوتهم، وحرصهم على إهانة المسلمين في بلادهم، وإذلالهم، واضطهادهم، فليس لنا أن نعينهم على إخواننا المسلمين، والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.