20 محرم 1433

السؤال

هل تجوز زيارة المتاحف والآثار القديمة الموجودة في بعض البلدان؟ وما ضوابط ذلك؟

أجاب عنها:
د. عبد الله الجبرين رحمه الله

الجواب

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلا بأس بزيارتها لما فيها من الآثار التي تدل على حالة السابقين، وما كانوا عليه من قوة، وفكرة، ومعرفة، وتصور حالتهم التي عاشوا فيها، فإن في تلك المتاحف كثيرا من الأدوات، والأواني، والأسلحة، والألبسة، والحلي، والأحذية التي توصف في الكتب، ولا يمكن تصورها حقيقة إلا بمشاهدتها، فإن المتأخرين يسمعون بأدوات الرواحل التي توضع على ظهر البعير عند الركوب، وكذا بالصحاف، والقدور، والصحون، وأدوات الزراعة كالغرب والدلو، والرشاء، والبكرة، وأدوات القتال كالقوس، والوتر، والريش، والسهم، والفوق، والرمح، والخنجر، والراية، والبرتعة، وما أشبه ذلك.
وبالنظر إليها عن عيان يعتبر ويتصور حياة الأولين، وأفكارهم، وكيف ابتكروا هذه الأدوات، وما كانوا عليه من شظف العيش، ومشقة الاحتراف، والدؤب في العمل، وصعوبة الحصول على المال، وما تمتعوا به في حياتهم، والفرق بين حالهم وحال أهل هذا الزمان، ثم يعرف أن هذه الأدوات لا يستغنى عنها، فإن هذه المبتكرات الجديدة قد لا تدوم، فربما يعود الناس إلى ما كانوا عليه سابقًا من استعمال المراوح اليدوية من الخوص، والزنابيل، والحصر، والأغطية التي تصنع من سعف النخل، وأدوات الوقود، كالنفخ بالأدوات، واستعمال الحطب، والفحم، والطبخ في البرمة، والأكل في الصحاف من خشب، ونحو ذلك، حيث كادت هذه الأدوات أن تنقطع، وهلك الذين يحسنون النجارة، والحدادة، وإصلاح الأواني من سعف أو جريد، ونحو ذلك، والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.