26 جمادى الثانية 1432

السؤال

أنا طالب في كلية الطب في جامعة السليمانية في العراق، أريد الأدلة القرآنية والحديثية عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- على أن التشريح للجسم البشرى حلال؟

أجاب عنها:
د. عبد الله الجبرين رحمه الله

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فالأصل أن الميت المسلم لا يجوز العبث بجسده بتشريح أو غيره، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كسر عظم الميت ككسره حيًّا).
ولكن إذا دعت الحاجة لهذا التشريح فإنه يجوز بقدر الضرورة، كما إذا اتهم القاتل بضرب شديد يكون أثره في داخل الجسم، وأما التشريح لأجل معرفة تراكيب الأعضاء وخلايا الجسم وخصائص كل عضو، حتى يستفيد من ذلك أهل العلم بالطب لمعرفة الأمراض وأسبابها وعلاجها، فيجوز ذلك في جسد الكافر عند الحاجة مع أنه قد ورد النهي عن التمثيل بالقتلى، حيث إن قصد الممثلين تشويه خِلقة ذلك القتيل ليكون أبلغ في تأثر أهله، فأما إذا كان القصد من التشريح الاستفادة في علاج المرضى، فأجاز ذلك بعض العلماء في جسد الكافر، وقد ذكر ابن القيم في كتاب: ((التبيان في أقسام القرآن )) عند قوله تعالى: ((وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)) نقولًا كثيرة عن المشرحين تدل على وقوع التشريح في ذلك الزمان وقبله. والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.