8 ذو القعدة 1436

السؤال

فضيلة الشيخ:
يرفض بعض الناس تقليد المذاهب الأربعة المقلدة من القدم. وهم يشجعون الاجتهاد في جميع الأمور كما اجتهد الأئمة؟

أجاب عنها:
أ.د. عبدالله عمر الدميجي

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
فأما السؤال عن لزوم اتباع أحد المذاهب الأربعة أو غيرها فهذا فيه تفصيل، فإن كان السائل من العلماء الذين يميزون بين الأدلة، فعليه أن يتبع الدليل حيث كان، ويأخذ من أقوال الأئمة أرجحها الذي يؤيده الدليل، ولا يجوز له العدول عن الدليل من الكتاب والسنة إلى قول أحد كائناً من كان؛ لأن الله تعالى تعبدنا بطاعته وطاعة رسوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ) (الأنفال: من الآية20)، ولم يتعبدنا بطاعة غيره.
أما إذا كان السائل لا يستطيع التمييز بين الأدلة، فله أن يقلد من الأئمة وغيرهم من اطمأنت نفسه إلى علمه وورعه، وهو معذور في ذلك، لأن الله تعالى قال: (فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النحل: من الآية43)، ومتى استبان له الدليل فلا يجوز له العدول عنه إلى غيره.
وهذا هو الذي قال به الأئمة الأربعة رحمهم الله الإمام أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، كلهم يقولون إذا صح الحديث فهو مذهبي ولا يجيزون التعصب لأقوالهم عند مخالفتها للحديث.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضاه.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.