17 جمادى الثانية 1436

السؤال

المسلم مطالب باتخاذ الأسباب في حياته، فما الضابط في اتخاذ هذه الأسباب؟ حيث نشاهد البعض يستميت في بذلها إلى درجة أن يقال: أن هذا الشخص معتمد على السبب وليس على المسبب؛ وهو الله سبحانه.

أجاب عنها:
د. خالد الماجد

الجواب

الحمد الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد.
فالضابط اتباع ما يأتي :
1- اعتقاد فاعل السبب أن هذا السبب لا يحقق النتيجة إلا بمشيئة الله ،الذي إن شاء جعله موصلاً لها ، وإن شاء لم يجعله . ولذا فعليه أن يجعل من الأسباب التي يأخذ بها الاستعانة بالله .
2- فعل المباح من الأسباب دون المحرم .
3- ألا يؤدي اجتهاده في الأخذ بالسبب المباح إلى فعل محرم ؛ لأن ما أدى إلى محرم فهو محرم.
4- ألا يلوم نفسه إذا لم تحصل النتيجة ، بل يرضى ويسلم.
فمن التزم في أخذه بالأسباب هذه الأمور، فهو غير معتمد عليها مهما اجتهد في بذلها، وقد دلنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على هذه الضوابط ، بقوله: (( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)) ففي هذا أمر بالأخذ بالأسباب ، ومنها الاستعانة بالله التي تفيد تعلق القلب به ، واعتقاد كون الأمر بيده سبحانه ، ثم قال : (( وإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل، فإن "لو" تفتح عمل الشيطان )) أخرجه مسلم (2664) وهذا إشارة إلى التسليم بعد القضاء .
وصلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.