2 ذو القعدة 1430

السؤال

السلام عليكم..
أنا فتاة ملتزمة - ولله الحمد -، سيتقدم لخطبتي ابن عمي، ووالده شقيق أبي ونحن من عاداتنا أن نتزوج من أقاربنا (جماعتنا), وهذا الشاب يصلي ويقول أبي إنه خلوق لأن أبي يعرفه وليس بينه وبين والدي رسميات, ولكنه من الشباب الذين يقصرون في اللحى ويسبلون الثياب وربما يسمع الحرام ويتابع المسلسلات.
سؤالي هل أوافق على الزواج منه علما بأن والدته طيبة، ووضعه المادي جيد, وأخشى إن رفضته أندم؛ لأن شبابنا يشبهونه ولا يكاد يوجد ملتزم منهم إلا الكبار المتزوجون.. ولا أبالغ!! وأنا استخرت فأحسست بأنه لا شيء يمنعني من الموافقة ولكن بعد الاستخارة بفترة ليست بالطويلة ترددت لأني خشيت أن أندم (إن جلسنا معا بعد الزواج وبدأ يقلب التلفزيون ويضع على الموسيقى والحرام وأنا معه وإن تكرر الموقف في اليوم مرارا وأخاف أن تحدث مشكلات أو أن أعصي الله بسبب ذلك), فهل أوافق علما بأنني لا أعتقد أن أحدا مثل مواصفاته الشكلية والمادية و طيبة أهله سيتقدم لنا, وكذلك أختي الكبرى تقول ذلك لي, وأبي وأمي فرحين به؟؟
أفيدوني عاجلا أخشى أن يفوت الوقت.. وجزاكم الله خيراً.

أجاب عنها:
د. خالد رُوشه

الجواب

الأخت السائلة: أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء لما تهتمين يه في البحث عن الزوج الصالح ولما ترجين فيه من إقامة أسرة ملتزمة مؤمنة يرضى الله عنها فتنتج الصالحين وتقيم رباطا وثيقا على الهدى والإيمان.
كما أشكر فيك حرصك على الاستشارة والاستخارة قبل الموافقة التامة على المتقدم لخطبتك، ولكن دعيني أوضح لك أموراً يجب أن تضعينها نصب عينيك:
أولا: قد ذكرت أن أباك يمتدح أخلاقه وأن أمك وأختك تتفقان معه، ولا شك أن جميعهم يحبون لك الخير ويعرفون من مصلحتك الشئ الكثير.
ثانياً: بدا لي من سؤالك أنك تقبلينه نفسيا من مديحك في صورته فلعل القبول بينكما أن يحدث في يسر وسهولة
ثالثا: ذكرت أن حالته المادية متيسرة وأنه قادر على باءة الزواج، وأن يعيشك حياة طيبة تقنعين بها وترضين بها، وتقوم بها الكفاءة بينكما.
رابعا: ذكرت أنه يصلى، وأن الناس يتحدثون بأدبه وحسن سلوكه.
ثم تتخوفين من بعض المعاصي التي قد يقع فيها، والتي قد ذكرت بعضها، وضربت مثالا لها من تقصير اللحى وإسبال الثياب، وظنك أنه يستمع إلى الأغاني..
وهذه ولا شك أمور غير صالحة إلا أن إصلاحها يسير ودعوته إلى تعديلها قريب متناول.
وإنما يهمنا في المقام الأول حبه لدين الله وصلاته وإيمانه الأساسي، وتفضيله محبات الله ورسوله عن كل شئ آخر.
وربما تبدى ذلك أيضا من اختياره لك كفتاة ملتزمة متدينة، رغبة منه أن يرضي ربه وينشىء أسرة صالحة.
ونصيحتى لك بعدما تتأملين في النقاط السابقة أن تقبلي هذا الزوج الذي يريده والداك ويمدحون في أخلاقه، وتعرفونه منذ أن كان صغيراً، وتقبلينه نفسياً، وتعد معايبه قابلة للتعديل، قليلة غير مؤثرة، خصوصاً أنك قد استخرت الله، وشعرت براحة قلبية تجاه القبول.
كما أنصحك أن تبدي له ابتداء عن طريق وسيط صالح كوالدك أو عمك، رغبتك في تعديل ما ذكرت من مخاوف، ورغبتك في بناء بيت ملتزم يخلو من آثار اللغو والعبث.
كما أحذرك من بعض وسوسة الشيطان لعنه الله تجاه زواجك منه، فإن غاية رجائه هو التفريق بين القرينين إذا اقترنا في الخير والطاعة.. وفقك الله ورعاك ويسر لك كل خير.