29 رجب 1430

السؤال

لدي قريب من بعيد وهو في فترة ليست ببعيدة كان يعيش في بريطانيا لمدة سنتين ولاحظت انه انحرف وابتعد عن الصلاة كما قال لي صديقه عند سؤاله عنه وحاليا انا احاول نصحه ولكن لا يستمع الي لانه حدث في السابق بيني وبينه مشكلة كبيرة والخطأ مني واحدث هذا فجوة بعد ان كنا اصدقاء واخوة فما الحل لانقاذه وارجاع الاخوة بيننا؟

أجاب عنها:
د. مبروك رمضان

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكرك على ثقتك في موقع المسلم وأسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد .
يدور سؤالك حول نقطتين هما كيف تنصح أخ لك ضل الطريق بعد سفر خارجي لمدة سنتين ؟ وكيف تعيد صداقتك معه بعد انقطاع بسبب خطأ منك ؟
وقبل الجواب على هاتين النقطتين من المهم الإشارة إلى موضوع مهم وهو موضوع السفر وتأثيره على الشباب، فكثيرا ما نسمع برغبة الكثير من الشباب للسفر لأسباب متعددة منها تعلم اللغة أو الدراسة أو الفسحة أو التجارة ولكن لم نتخذ الاستعدادات الكافية لهذه السفرات ومن الطبيعي جدا أن يأخذ المسافر معه احتياجاته الضرورية من المال والملابس وبعض ما يحتاج إليه ولكن الكثير منهم لم ينتبه إلى الزاد الأهم وهو التحصين العقدي والفكري قبل السفر وهذا هو الحصن الذي يجب أن يكون أول زاد المسافر ، لذا نرى بعض الشباب يعودون بخفي حنين بل بخسارة كبيرة في دينهم ودنياهم فلا هم حصلوا العلم وضاعت ما بقي من عقيدتهم ودينهم إلا ما رحم ربي ، ولا نغفل أن شبابا سافروا وعادوا بخيري الدنيا والآخرة وكانوا سفراء مشرفين لبلادهم ودينهم لأنهم تمسكوا بعقيدتهم وحافظوا على سلوكياتهم .
أما صاحبك فنسأل الله تعالى له الهداية ويمكنك القيام بما يأتي :
· البدء بإعادة ما بينكم من مودة وصداقة تدريجيا وذلك بالاعتذار عما كان من خطأ سابق في حقه وتوسط بعض المحبين لكم للجمع بينكم ولا تبدأ مناصحته في الأيام الأولى من عودة صداقتكم.
· حاول أن تجمع معكم بعض الصحبة الخيرة لترافقككم بعض الوقت وخاصة ممن لديهم ثقة وصبر وحكمة في العقل والتفكير.
· أن تبدأ علاقتكم به دون السؤال عما كان منه في سفره وما حدث فيها فإن حكى عنها هو فاسمعوا وليكن تعليقكم بقدر ما يحكي مع بيان ما كان منها يخالف ديننا وقيمنا الإسلامية.
· أن تكون دعوتكم له عمليه دون توجيه نصائح ومواعظ فمثلا إذا جاء وقت الصلاة هيا نذهب إلى الصلاة فإن لم يذهب معكم لا تلوموه ولا تعاتبوه ولكن استأذنوا منه أن تذهبوا إلى الصلاة وتعودوا إليه فإذا عدتم تحدثوا عن حلاوة صوت الإمام وخشوع الشاب الفلاني وسكون الشيخ الفلاني وصلاة الطفل الفلاني وما يحببه في الصلاة بشكل غير مباشر كالراحة النفسية في الصلاة وغيرها .
· أن تظهر له من الحب ما يجعله يثق في هذا الحب دون أن يظهر منك أي تصرف يوحي له بانتقاصك له.
· اثن عليه بما فيه من خصال طيبة وأكيد لديه بعض ما هو جيد فامدح ما فيه من خير ولا تذم ما فيه من شر وكن فطنا عند ذلك حتى لا يغتر بنفسه فقل تصرفك الفلاني نبيل سوف يكون أنبل وأجل لو استحضرت معه نية الخير أو كان بعد الصلاة .
وفقك الله لكل خير .