14 ربيع الأول 1430

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
أنا شاب ملتزم أبلغ من العمر 25 سنة إلا أن والدي عند خروجي من البيت يغضب مني ويرفض خروجي ويقول أنه خايف عليّ من التجمعات لا سيما أنه يعرف توجهنا السليم ويعرف صحبتي لكن يقول أنه لا أحد يرحم ومن خاف سلم...
كيف أقنعه أنه لا يتورط إلا مذنب، لاستطيع أن أعيش حياتي؟؟ وجزاكم الله خير

أجاب عنها:
د. مبروك رمضان

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أشكرك على ثقتك في موقع المسلم وأدعو الله تعالى لك بالتوفيق والرشاد.
عظيمةُ هي شيم الرجال عندما تحترم الآباء وتعرف لهم قدرهم، وكبيرة تلك النفوس التي تعرف الإحسان إلى الوالدين وتبرهما وتخاف الله تعالى من عقوقهما، لذلك تسعى جاهدة في أن تبحث عن الحلول التي لا تغضبهما وفي نفس الوقت تحقق مطالبهم بعدل وإنصاف مع إحسان وصلة.
أقول لك أيها الابن البار الواصل المحسن لوالديك الأمر أسهل وأبسط مما تتصور، إن الواقع يشهد بأن القلوب تحركها اللمسات الحانية، والكلمات النابضة، والسلوكيات السوية، والأخلاق الحسنة، وأنت ونحسبك كما تقول ملتزم، ومعنى الالتزام أنك تتمتع بحسن السيرة وسلامة النية وصفاء القلب وروح الوسطية، كما يعني أنك تقدّر الرأي والرأي الآخر، ولديك من الحكمة والعلم الشرعي الذي تعرف به قيمة الوالدين ومكانتهما وحقهما وضرورة البر بهما والإنصات لهما والعمل بأوامرهما في غير معصية، وتطبيق هذا الأصل سوف يساهم بشكل فاعل في توثيق الصلة مع الوالد وتأكيد الثقة في تصرفاتك وكما يقال: (أرني منك خيراً ترى مني خيراً) وعندما يرى الوالد منك هذه الطاعة، وهذا الأسلوب الراقي والأدب الجم والمعاملة الحسنة والأخلاق العالية تزيد ثقته ويأمن الخطر عليك ومن ثم يترك لك شيئاً من حرية الاختيار في الأصحاب والخروج والعمل واختيار الزوجة وغيرها.
كما يمكن أن تتقرب إلى الوالد في مناقشات وحوارات حول الأصدقاء والأقارب والزيارات المتبادلة فهي بوابة لزرع الثقة وتحميل المسؤولية، ومن الأمور المهمة أن يطمأن الوالد إلى أصدقائك فلو عرفت الوالد على بعض الأصدقاء المؤدبين وذوي الأخلاق العالية والمشهود لهم مثلك بالصلاح والهداية والالتزام سوف يأمن الوالد خروجك معهم، ومن المهم أن يتم هذا بالتزامن مع إظهار تحقيق السمع والطاعة والإحسان والبر للوالدين فهذا يؤكد الثقة وينزع الخوف ويحدث التجاوب بينك وبين الوالد، واعلم أنه كلما كانت علاقتك بالله تعالى قوية، وعلاقتك بالوالدين متميزة فسوف تكون وجهات النظر متقاربة جداً، وأسأل الله تعالى لك التوفيق والرشاد