السؤال
هل تجوز المداومة على قراءة سورة البقرة يوميًا بنيّة الشّفاء مِن المرض النّفسي؟ وكذلك أن أنفث على طفلي بعد الانتهاء منها؟
الجواب
الحمدُ لله، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أمّا بعد:
فقد ورد في فضل سورة البقرة أحاديث، منها قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنّ الشّيطان يفرّ مِن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)، وقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (اقرءوا سورة البقرة؛ فإنّ أخذها بركةٌ، وتركها حسرةٌ، ولا تستطيعها البطَلَةُ)، وهم السحرة؛ فإذا قرأها مريض -ولا سيما المريض الذي يكون مرضه بتأثير الشّيطان كالوسواس، أو قرئت عنده- فإنّه يُرجى أن ينفعه الله بها، وكذلك إذا اتّخذها المريض رقية فنفثَ على نفسه، كلّما قرأ شيئًا منها، أو قرأها على مريض رجاء الشّفاء بهذه السّورة؛ فإنّه يُرجى أن ينفع الله بذلك.
والرّقية بالقرآن وبالأدعية المأثورة مِن أعظم أسباب الشّفاء، وقد سمّى الله كتابه "شفاء"، كما قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلۡقُرۡءَانِ مَا هُوَ شِفَآءٞ وَرَحۡمَةٞ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ﴾[الإسراء:82]، وقال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَتۡكُم مَّوۡعِظَةٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَشِفَآءٞ لِّمَا فِي ٱلصُّدُورِ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٞ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [يونس:57]
والقرآن -وإن كان المقصودُ الأعظمُ منه شفاءَ القلوب مِن أمراض الشّهوات والشّبهات- فهو كذلك شفاء للأبدان، كيف وسورة البقرة مشتملة على آية الكرسي التي هي أعظم آية في كتاب الله، وعلى الآيتين اللتين مِن خواتيم سورة البقرة، وقد ورد أنّ مَن قرأهما في ليلة كفتاه.
ولكن ينبغي أن يضمّ إلى قراءة سورة البقرة أو غيرها: الدّعاء؛ فإنّه تعالى يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السّوء، وقد أخبر عن أيوب حين مسّه الضّر أنّه توجه إلى ربّه، قال تعالى: ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ*فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ﴾[الأنبياء:83-84]، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.