القاعدة الرابعة والخمسون: خيرُ متاعِ الدنيا المرأةُ الصالحةُ
13 رمضان 1441
أ. د . ناصر بن سليمان العمر

إنَّ كلَّ العقلاءِ منَ البشرِ يبحثونَ عنِ السعادةِ والمتعةِ في حياتِهم، وهذا الحديثُ العظيمُ يقرِّرُ حقيقةً يغفُل عنها كثيرٌ من الناس! فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الدنيا متاعٌ وخيرُ متاعِ الدنيا المرأةُ الصالحةُ"، إذا أرادَ الإنسانُ أنْ يسافرَ فإنهُ يأخذُ معه متاعًا حتى يبلغَ غايتَه، فهو يَحْرِصُ على وسيلةِ انتقالٍ مناسبةٍ ليصلَ إلى هدفِه، ويختارُ المتاعَ المناسبَ في سفرِه، والحديثُ يقول: الدنيا كلُّها متاعٌ، كمَا تكررَ في القرآنِ كثيرًا، {مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [يونس:23]، {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل عمران:185]، {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ} [الرعد:26]، {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [القصص:60]، {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ} [غافر:39].
 

فالدنيا في حقيقتها دار سفر ينبغي أن تجعل متاعًا فيتزود منها بما يستعان به على قطع الطريق فيها، وليحرصِ المرءُ على خيرِ متاعِ الدنيا ألَا وَهوَ المرأةُ الصالحةُ، فليُحْسنِ اختيارَ المتاعِ، كما في الأحاديثِ الأخرى "فاظفرْ بذاتِ الدينِ تَرِبَتْ يداكَ".
 

وكما يحرِصُ الإنسانُ على الحفاظِ على متاعِه أنْ يصيبَه شيءٌ فَتَتَعَطَّلَ مصالحه، فتجدُه يُحافظُ على ما معهُ منْ طعامٍ وشرابٍ حرصًا علَى أنْ يَصِلَ إلى مُبْتَغَاهُ، وكذلكَ يَحرصُ على وسيلة الاتصال التي معه خوفًا مِنْ أنْ تُصابَ بِعَطَبٍ أو خللٍ بسببِ إهمالِه أو تقصيرِه فتتعطلَ أو تَتَنَكَّدَ حياةُ السَّفَرِ، ويفقده أحوج ما يكون إليه، وقد يكون ذلك سببًا لهلاكه وسط البرِّيَة، فكذلكَ يجبُ الحفاظُ علَى المرأةِ، بعد الحرصُ على الظَفَرِ بالصالحةِ، فغير الصالحة قد تعيقه في سفره أو تؤخره.
 

وكذلك الرجلُ متاعٌ للمرأةِ، فعلَى المرأةِ ووليِّها أنْ يُحسِنَا اختيارَ زوجِها، كما مرَّ معنا قريبًا، والله أعلم.

 

* للاطلاع على القاعدة الثالثة والخمسين..

أعطِ كلَّ ذي حقٍّ حقَّه