27 رجب 1431

السؤال

السلام عليكم<BR>أرجو باختصار ذكر الحكم الشرعي في الآلات الموسيقية بالغناء أو بدون غناء ( عزف فقط)، هل هي حرام أم لا؟<BR>1) الناي<BR>2) الربابة<BR>3) العود<BR>4) البيانو<BR>وغيرها<BR>وهل يجوز العزف مع ترديد الأشعار التي لا بأس فيها؟<BR>

أجاب عنها:
أ.د. سليمان العيسى

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن الله _تبارك وتعالى_ يقول: "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ" (لقمان: من الآية6)، وقد سئل عبدالله بن مسعود عن لهو الحديث، فقال: "الغناء والله الذي لا إله إلا هو يرددها ثلاث مرات، وقد روى ذلك أيضاً عن ابن عمر وعكرمة ومجاهد وغيرهم.
وقال الحسن: لهو الحديث المعازف والغناء، وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي في تفسيره لهذه الآية "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ" هو محروم مخذول (يَشْتَرِي) أي يختار ويرغب رغبة من يبذل الثمن في الشيء (لَهْوَ الْحَدِيثِ) أي الأحاديث الملهية للقلوب الصَّادة لها عن أجل مطلوب فدخل في هذا كل كلام محرم، وكل لغو وباطل وهذيان من الأقوال المرغبة في الكفر والفسوق والعصيان، ومن أقوال الرادين على الحق المجادلين بالباطل ليدحضوا به الحق من غيبة ونميمة وكذب وشتم وسب ومن غناء ومزامير شيطان، ومن الماجريات الملهية التي لا نفع فيها في دين ولا دنيا" انتهى.
هذا وقد روى البخاري في صحيحه تعليقاً مرفوعاً: "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف" الحديث قال ابن رجب: ذكره البخاري في كتاب بصيغة التعليق المجزوم به والأقرب أنه مسند..).
هذا ولكون السؤال هام ويحتاج إلى شيء من التفصيل فإني أحيل السائل وغيره ممن يريد الاستفادة على رسالة للحافظ بن رجب الحنبلي والموسومة بـ(نزهة الأسماع في مسألة السماع (أحكام الغناء والمعازف) وهذه الرسالة طبعت أخيراً مع مجموع رسائل الحافظ بن رجب الحنبلي والتي جمعها وحققها الأخ (أبو مصعب طلعت فؤاد الحلواني) وهذه الرسالة في الجزء الثاني من تلك المجموع من ص 443 إلى ص 474 أي تزيد عن ثلاثين صفحة وهي رسالة قيّمة فصَّل فيها ابن رجب _رحمه الله_ القول وأجاد وأفاد.
كما أحيل السائل أيضاً وغيره إلى تفسير القرطبي لقوله _تعالى_: "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ" (لقمان: من الآية6). وفّق الله الجميع لكل خير.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.