24 جمادى الثانية 1436

السؤال

فضيلة الشيخ: قرأت هذا التفصيل وهو: (( أن موالاة الكفار ليست درجة واحدة، ولذا تتفاوت أحكامها باختلاف الموالاة، فما كانت دينية أي لأجل دين الكفار والرضا به والمشايعة لهم، فهي كفر أكبر، أما إن كانت المشايعة والموالاة والمناصرة لأجل مصالح دنيوية فهي كبيرة من الكبائر ))<BR>فهل هذا التفصيل صحيح ؟ وهل إذا كان صحيحاً يتأتى هذا التفصيل فيمن قاتل مع الكفرة وتعاون معهم وشايعهم على المسلمين لأجل مصالح دنيوية أو حمية وعصبية لا رضا بالكفر ومحبته لدينهم ؟ <BR>

أجاب عنها:
أ.د. سليمان العيسى

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
ففي نظري أن التفصيل في السؤال غير دقيق، وأرى أن ما ذكره العلامة الشيخ عبدالرحمن السعدي في تفسيره كافٍ للإجابة عن هذا السؤال، حيث قال _رحمه الله_ في تفسيره لقوله _تعالى_: "وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ" (الممتحنة: من الآية9)، ما نصه: "وذلك الظلم يكون بحسب التولي، فإن كان تولياً تاماً كان ذلك كفراً مخرجاً عن دائرة الإسلام، وتحت ذلك من المراتب ما هو غليظ وما هو دونه".
وقال _رحمه الله_ عند تفسيره لقوله _تعالى_: "وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ" (المائدة: من الآية51): "إن التولي التام يوجب الانتقال إلى دينهم، والتولي القليل يدعو إلى الكثير ثم يتدرج شيئاً فشيئاً حتى يكون العبد منهم".
وقال _رحمه الله_ عند تفسيره لقوله _تعالى_: "لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ" (الممتحنة: من الآية8): "أي لا ينهاكم الله عن البر والصلة والمكافأة بالمعروف والقسط للمشركين من أقاربكم وغيرهم حيث كانوا بحال لم ينصبوا لقتالكم في الدين والإخراج من دياركم" انتهى.
والله أعلم. وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.