12 رجب 1426

السؤال

تم نقاش حول من كان في الظاهر لدى الناس خاصة من علماء النصارى واليهود كبابا الفاتيكان بأنه قد مات على الكفر، وقد قال البعض بالجزم بأنهم في النار لموتهم على الكفر فرد عليهم البعض بعدم جواز ذلك؛ لأن الجنة والنار لله فلا يجوز الجزم بها لأحد لم يخبر به النبي _صلى الله عليه وسلم_، وأنه ربما قد مات على الإسلام وقد أخفى ذلك على الجميع ؟

أجاب عنها:
عبد العزيز الراجحي

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، أما بعد: فمن علم أنه مات على الكفر، وقد بلغته دعوة الإسلام فقامت عليه الحجة، فإنه يشهد عليه بالنار لما ثبت في الحديث الصحيح أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: "والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار" أو كما قال _صلى الله عليه وسلم_، فإن كانت لم تبلغه الدعوة أو شك في بلوغها فلا يشهد عليه بالخصوص لقول الله _تعالى_: "وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً" (الإسراء: من الآية15)، ولقول الله _تعالى_: "وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ" (الأنعام: من الآية19)، وإنما يشهد بالعموم فيقال: كل مؤمن في الجنة، وكل كافر في النار. وعليه فالمسؤول عنه: بابا الفاتيكان، إذا علم أن دعوة الإسلام بلغته ولا شبهة له شهد عليه بالنار، وإلا شهد بالعموم. والله الموفق.