
خلف جدران البيوت أزواج ، قد تراهم سعداء لكنهم يخفون الهموم , و زوجات قد يتظاهرن أمام الأخريات بابتسامات لكن قلوبهن تنبض بالأنين , والعجيب أن كلا يحسد الآخر يتمنى أن لو كان مثله , لا يرى إلا وجوها ضاحكة مبتسمة وقد خفي عنه ما وراء الستار !
اقول دائما أن المشكلات العابرة لا تعتبر مؤشرا علي سوء العلاقة بين الزوجين , فالمشاكل أمر طبيعي , لكنني أيضا اقول إن هناك علاقات زوجية متينة يسودها الحب و التفاهم والمودة ويعمها رضا الله سبحانه فلا تكاد تشكو من مشكلة .
قد تأتي فترات تشتد فيها العواصف بين الزوجين , أحيانا يكون الزوجان مشتركين فيها , وفي أحيان اخرى - وهو موضوع مقالنا اليوم - تكون اسباب المشكلات هي أخطاء الزوجات .. وهاكم بعضها : ..
- لا تتجسسي على هاتفه ..
فالتجسس علي هاتف الزوج ( ما الرسائل الواردة أو الصادرة ؟! , ومع من تكلم و من تحدث معه ؟! )
خطأ يزعج الزوج جدا ويشعره بعدم ثقة زوجته فيه , فلتعلم الزوجة أن هذا التجسس لا يفيدها بقدرما يضرها ، فقد يستغله الشيطان ويسرب الشك اليها ، أو سوء الظنون ، أو يتفاقم الامر وتنشب الخلافات ويحصل مالا يحمد عقباه ..
- لا تتركي بيتك ..
لا تتركي بيتك مهما كان الخلاف , ومهما كان غضبك منه , فلن يطيقك أقرب الناس إليك إذا ذهبت إليهم غاضبة ومعك أولادك , يرحبون بك اول يوم و ثاني يوم ثم بعد ذلك ستجدين وجوها عابسة أمامك .
ترك البيت خطا سيصعب تداركه بعد ذلك ، ووجودك ببيتك له الف ايجابية وايجابية ، فقد يكون سببا في الصلح بينكما بحوار هادىء وقور، وقد يرقق قلب زوجك عليك ، وقد يدعوك للاعتذار عن الخطأ ، كما أنه لايخفى عليك أن ترك بيتك بغير إذن زوجك سلوك لايرضاه الشرع الحنيف ..
على جانب آخر لا تعودي زوجك المبيت خارج بيتك , مهما كان غاضبا ، واتفقي معه على ذلك ، فإن أول الجفاء بين الزوجين مبيت الزوج خارج البيت غاضبا أو لاهيا ..
- لا تكثري الخروج ..
كل ساعة خارج بيتك لها تأثيرها السلبي إما علي الأولاد أو علي زوجك أو علي بيتك , فلا تكثري من خروجك و زياراتك بل اجعلي الخروج لأسباب ضرورية , فالقرار بالبيت صفة ذكرها الله تعالي في كتابه الكريم ( وقرن في بيوتكن ) لفضلها و مزاياها .
على جانب آخر لا تضيقي عليه إذا أحب الخروج مع أصحابه , أو أحب زيارة أحد أقاربه , فلا تجلسي أمامه كالحارس , أو تأخر خارج البيت بعض الوقت ، احذري أن يعود ليجد أمامه وجها غاضبا عبوسا , حتي لا يشعر أن زواجه منك كالسجن وانك أنت السجان !
- لا تهملي زوجك ..
أول شكاوى الأزواج على مر العصور هو أن زوجاتهم تهملهم بعد الزواج ، وسواء أكان ذلك حقا أم باطلا ، فلا تتركي الباب مفتوحا لتلك الشكوى التي قد تصير تكأة بعد ذلك لهروب الزوج خارج البيت.. او ربما البحث عن أخرى
فلا تهملي زوجك و تمنعيه حقوقه لأن ذلك مفتاح غضبه عليك , غير ما ستجدينه من تدهور العلاقات بينكما وعدم تركيزه في عمله , ونقده لك .
- لا تهملي نفسك ..
فلا تتركي نفسك سيئة المنظر أمامه ، لكن اهتمي بأن تكون صورتك أمامه جميلة لتسعد عينه و يسعد دائما برؤياك .
ولا تكوني إمرأة عبوسة الوجه , شكاية مهمومة ، لكن اجعلي دائما البشاشة و الابتسامة و المرح قرينا رؤياك ولزيما وجهك , و لا تطيلي أوقات الحزن ، بل أسرعي بالصلح و الصفح و العفو , ( وحتي لا يقال عليك إمراة نكدية – رغم تعبك وجهدك وعطائك ، لا تفتحي الطريق لذلك )
- لا تقفي معه على كل خطأ ..
فقد تكون الأخطاء زلات ، وقد تكون غير مقصودة ، وقد يكون لها معان طيبة لم تدركيها ولم تنتبهي إليها ، فلا تقفي عند كل خطأ , لكن القي الأخطاء وراء ظهرك ، ثم حاولي نصحه بطريقة لطيفة و في وقت آخر و بطريقة غير مباشرة – هكذا تكونين حكيمة ، وتحسنين ادارة الدفة للسفينة
وإليك تتمة المعاني المهمة ..
- إذا طلب منه والداه أو أحد إخوانه مساعدة مادية أو أى خدمة إياك أن تمنعيه , أو تقولي له كلمات معبرة علي عدم رضاك علي هذا , فهو أعلم بحاله , فإذا لم يكن في قضاء حوائج أقرب المقربين فمن عنذئذ يساعد ؟
- لا ترفعي صوتك عليه كفعل اللئيمات الوقحات ، و احذري نقده أو تجريحه أمام أقاربه ، بل اذكري فضائله ، وتحدثي عن مكارمة ، كذا فعل السيدة الكريمة ..
- لا تفشي سر زوجك أو بيتك ابدا ، مهما كان صغيرا مادمتى تعرفين أنه سر, فلا ينبغي أن تكون أسراركما مستباحة يعرفها الآخرون , فالسر حتي إن خرج لشخص واحد فمنه يخرج و يتداول للكثير ..فاحذري
- لا تخفي عليه أى خطأ وقع به أحد أبنائك , فمعالجة الأخطاء أولا بأول أفضل , و تقويم الابن في بداية الخطأ أسهل , و إن لم تخبريه بأحوال الأبناء سيلقي عليك سبب فشلهم أو تلفهم ، لكن ابحثي عن أفضل الطرق لاخباره ، وابذلي جهدك في اصلاح الأخطاء الممكنة لو كانت بسيطة قبل إخباره بكل شىء ، واختاري الوقت المناسب لذلك ، ووصفي له الحال جيدا وبحكمة وهدوء ..
- لا تنتقدي او تعيبي سلوك أمه أو أبيه أو أحد من رحمه ، حتي إن وجد هذا العيب فيهم , لأنه يرفض هذا الأمر من داخل نفسه , فلكي تكسبي قلب زوجك أحسني إلي أهله .
- لا تستخدمي الكلمات اللاذعة ، وإذا وجدت زوجك غاضبا فلا تثيريه بكلمات مثيرة أثناء ثورته ، ولكن عليك الصمت ، وعدم الرد علي كلامه لأن الصمت أهم مهدئات الثورة الغاضبة , ثم في وقت آخر يكون العتاب و يكون بطريقة لطيفة .
- لا تلحي في الطلب ، بل إذا أردت أن تطلبي منه شيئا لك فاطلبي منه هذا الطلب مرة واحدة ، و لا تكررى الطلب وتلحي ، واعلمى أنه عرف و سمع فإذا تأخر، فعنده أسباب تمنعه .
- احذري الاختلاط بين الرجال والنساء في الاسر خصوصا القريبة منكم ، فمنه تاتي المشكلات ، وقد حذر النبي صلى الله ليه وسلم منه فقال : " الحمو الموت "
- لا تظهري غيرتك اذا بدا لك التفات زوجك لغيرك ، بل اصبري والجئي الى الله ، ثم أنظرى لنفسك في المرآة , وطورى من نفسك و جددى حالك و غيرى أسلوبك ، ثم ذكريه بالله باسلوب رقيق وبطرق غير مباشرة ، ونبهيه للصواب
- احرصي على استخدام افضل العطور ، ولا تبخلي في الانفاق عليها ، فالعطر خير ما ينفق عليه ، واهتمي أن تنثري أجمل رائحة في بيتك ، فلا يشم منك ألا أطيب ريح و لا ينظر منك الى قبيح .
تعلمنا هذا من ديننا ثم من أهل الحكمة الذين سبقونا ، أخذنا خبرتهم ، فلا تستهيني أيتها الزوجة بالقليل ، وكوني واعية ، و حافظي علي زوجك ، و علي بيتك ، فبيتك هو مملكتك فلا تتركيها لغيرك .