نحب كلنا رمضان وننتظره وفي قلوبنا اشتياق له ونحلم بأن نحقق فيه أكثر الطاعات والخيرات ..
والمرأة قد تكون العامل الأساسي في قيادة الأيام الرمضانية في أسرتها , وتتمنى تحقيق أكبر قدر من السعادة لبيتها , وتسارع في تحقيق جو رمضاني للزوج والأبناء , جو يسعدهم , لكنها تجد بعض العوائق تعترض طريقها لتحقيق هدفها هذا , ومن هذه العوائق :
كثرة عملها طوال نهار رمضان , فقد اعتبر الزوج والأولاد أن هذه الأم دورها الوحيد في رمضان , هو تجهيز فطورهم وسحورهم على أحسن وجه !
ونسوا أن هناك أعمالا أخرى عليها القيام بها , فماذا يبقى لها من قوة لتساعدها على العبادة الربانية ؟! فمعاناتها الأولى أنها لا يشعر من حولها بآلامها وحزنها .
غير أن بعض النساء معاناتهن تبادل الأدوار بينهن وبين أزواجهن , فقد يترك الزوج الكثير من مسئولياته للزوجة , فوق مسئوليتها التي تحملها فوق طاقتها !
إن مسئولية الزوج واضحة وهو يعلمها جيدا , فلابد أن يتحد الزوج والأبناء في تقسيم المهام بالبيت , الكل يتعاون للتخفيف على الأم فهي صائمة تماما مثلهم , فالرسول صلى الله عليه وسلم كان في خدمة أهله والاقتداء به خير وسلامة .
وهذا الزوج العصبي الغضوب , يأتي عليه نهار رمضان كثير العصبية والغضب ويصب كل عصبيته هذه على زوجته وأولاده فيتربص للزوجة على الأخطاء وتزيد الخلافات في رمضان بينهما , فتترك بيتها في رمضان , وتقول أن رمضان بالنسبة لنا هو شهر الخلافات والمشاجرات بيني وبين زوجي العصبي !
إن حصاد المشكلات الزوجية التي تتوالى في رمضان تترك أثرها فتعكر المزاج وتذهب راحة البال بالنسبة للزوجين , تلكم التي هي أساس متين لعبادة هادئة فالشعور بلذة هذه العبادة , كيف يأتي في جو ملىء بالمشاجرات ؟
فليس للزوج الغضوب إلا كثرة الاستغفار والتوبة والتسبيح والتهليل عندما يشعر بالضيق , وإكثار الدعاء كي يعينه الله تعالى للابتعاد عن أسباب الغضب , فالله قريب مجيب دعاء عباده وهذا الشهر شهر الفرج والخير , فإن مع العسر يسرا .
إذا كان رمضان هو شهر اطعام الطعام فإن ما تعانيه المرأة بعد هذه الولائم جلوس النساء وكثرة القيل والقال وسيرة الناس , فلابد أن ينتبهن أن الزيارة لابد أن تكون مليئة بالطاعات والاجتماع للصلاة وقراءة القرآن فرمضان أيامه معدودة ودقائقه غالية .
وأكثر ما يحزن المرأة في رمضان العادات السيئة التي تداولها الأبناء في هذا الزمان , كالنوم طوال نهار رمضان , والاستيقاظ طوال الليل على النت والبرامج التلفزيونية , فكم يحصل من ضياع الصلوات بسبب ذلك النوم , غير ما يؤذيها من قلة اهتمام ابنائها للذهاب لصلاة التراويح , وعدم الجدية للمسارعة إلى ذلك .
إن لم نجتهد في هذا الشهر الذي هو أوله الرحمة وأوسطه المغفرة وآخره العتق من النار , فمتى سنجتهد .. ؟
فليس على الأم إلا الصبر على أبنائها ودعوتهم بالحسنى واللين , وإياها والشدة في ذلك لأن كثير من الأبناء عندهم طابع العند فالشدة لا تولد إلا نفورا ..
أما ام الرضيع و والتي يشغل وقتها هذا الرضيع ويضيع عليها الكثير من الخيرات الرمضانية , خاصة إذا ذهبت به لصلاة التراويح , فتجد من صراخه أذى للمصلين فيقطع عليهم التدبر والخشوع , فتعود لبيتها مكتئبة فلها البشرى من النبي صلى الله عليه وسلم " وصلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في مسجدها "
ولا ننسى دعاء اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا . فديننا هو دين السماحة ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها ..