من معاناة النساء في رمضان
20 رمضان 1437
أميمة الجابر

نحب كلنا رمضان وننتظره وفي قلوبنا اشتياق له ونحلم بأن نحقق فيه أكثر الطاعات والخيرات ..

 

 

 والمرأة قد تكون العامل الأساسي في قيادة الأيام الرمضانية في أسرتها , وتتمنى تحقيق أكبر قدر من السعادة لبيتها , وتسارع في تحقيق جو رمضاني للزوج والأبناء , جو يسعدهم , لكنها تجد بعض العوائق تعترض طريقها لتحقيق هدفها هذا , ومن هذه العوائق :

 

 

 كثرة عملها طوال نهار رمضان , فقد اعتبر الزوج والأولاد أن هذه الأم دورها الوحيد في رمضان , هو تجهيز فطورهم وسحورهم على أحسن وجه !

 

 

ونسوا أن هناك أعمالا أخرى عليها القيام بها , فماذا يبقى لها من قوة لتساعدها على العبادة الربانية ؟! فمعاناتها الأولى أنها لا يشعر من حولها بآلامها وحزنها .

 

 

غير أن بعض النساء معاناتهن تبادل الأدوار بينهن وبين أزواجهن , فقد يترك الزوج الكثير من مسئولياته للزوجة , فوق مسئوليتها التي تحملها فوق طاقتها !

 

 

 إن مسئولية الزوج واضحة وهو يعلمها جيدا , فلابد أن يتحد الزوج والأبناء في تقسيم المهام بالبيت , الكل يتعاون للتخفيف على الأم فهي صائمة تماما مثلهم , فالرسول صلى الله عليه وسلم كان في خدمة أهله والاقتداء به خير وسلامة .

 

 

وهذا الزوج العصبي الغضوب , يأتي عليه نهار رمضان كثير العصبية والغضب ويصب كل عصبيته هذه على زوجته وأولاده فيتربص للزوجة على الأخطاء وتزيد الخلافات في رمضان بينهما , فتترك بيتها في رمضان , وتقول أن رمضان بالنسبة لنا هو شهر الخلافات والمشاجرات بيني وبين زوجي العصبي !

 

 

إن حصاد المشكلات الزوجية التي تتوالى في رمضان تترك أثرها فتعكر المزاج وتذهب راحة البال بالنسبة للزوجين , تلكم التي هي أساس متين لعبادة هادئة فالشعور بلذة هذه العبادة , كيف يأتي في جو ملىء بالمشاجرات ؟

 

 

فليس للزوج الغضوب إلا كثرة الاستغفار والتوبة والتسبيح والتهليل عندما يشعر بالضيق , وإكثار الدعاء كي يعينه الله تعالى للابتعاد عن أسباب الغضب , فالله قريب مجيب دعاء عباده وهذا الشهر شهر الفرج والخير , فإن مع العسر يسرا .

 

 

إذا كان رمضان هو شهر اطعام الطعام فإن ما تعانيه المرأة بعد هذه الولائم جلوس النساء وكثرة القيل والقال وسيرة الناس , فلابد أن ينتبهن أن الزيارة لابد أن تكون مليئة بالطاعات والاجتماع للصلاة وقراءة القرآن فرمضان أيامه معدودة ودقائقه غالية .

 

 

وأكثر ما يحزن المرأة في رمضان العادات السيئة التي تداولها الأبناء في هذا الزمان , كالنوم طوال نهار رمضان , والاستيقاظ طوال الليل على النت والبرامج التلفزيونية , فكم يحصل من ضياع الصلوات بسبب ذلك النوم , غير ما يؤذيها من قلة اهتمام ابنائها للذهاب لصلاة التراويح , وعدم الجدية للمسارعة إلى ذلك .

 

 

إن لم نجتهد في هذا الشهر الذي هو أوله الرحمة وأوسطه المغفرة وآخره العتق من النار , فمتى سنجتهد .. ؟

 

 

فليس على الأم إلا الصبر على أبنائها ودعوتهم بالحسنى واللين , وإياها والشدة في ذلك لأن كثير من الأبناء عندهم طابع العند فالشدة لا تولد إلا نفورا ..

 

 

أما ام الرضيع و والتي يشغل وقتها هذا الرضيع ويضيع عليها الكثير من الخيرات الرمضانية , خاصة إذا ذهبت به لصلاة التراويح , فتجد من صراخه أذى للمصلين فيقطع عليهم التدبر والخشوع , فتعود لبيتها مكتئبة فلها البشرى من النبي صلى الله عليه وسلم " وصلاة المرأة في بيتها خير من صلاتها في مسجدها "

 

 

ولا ننسى دعاء اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا . فديننا هو دين السماحة ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها ..