الجا إليك ..
9 ذو القعدة 1436
د. خالد رُوشه

والقي بنفسي الى السجود بين يديك يارب , فلكأن المخاوف كلها أمن وسكينة , ولكأن الآلام تذوب جزءأ جزءا , ولكأن الهموم تحزم حقائبها للرحيل , والأحزان تختفي خلف الغيوم .

 

 

ألجأ إليك يارب , حيث لا ملجأ يؤويني سواك , ولا منجى سوى حماك , ولا سبيل إلا رضاك .

 

 

ألجأ إليك محبا , إذ الحب كله لك سبحانك , والولاء كله فيك , والرجاء كله منك , والأمل معقود في سبيلك , والخير رديف القرب اليك .

 

 

إلجأ إليك آمنا , إذ الخلق خلقك , والأمر أمرك , والعبد عبدك , والأرض أرضك , وكل شىء يحصل بمشيئتك , لا مشيئة للعباد إلا ما شئت لهم , فكيف أخاف عدوا , وكيف أرهب كائنا , وأنا ألجأ إليك , وكل الخلق لايملكون حولا ولاقوة إلا ما قضيت لهم , فالحول والقوة بك وحدك .

 

 

وألجأ إليك سعيدا , إذ السعادة كلها في رضاك , وفي عفوك , فأرتجي العفو , وأطمع في الرضا , فلئن رضيت عني فمن ذا الذي يشقيني ؟! ولئن عفوت عني فمن ذا الذي يبئسني ؟!

 

 

وألجأ إليك راغبا , إذ القرب إليك سبحانك هو خير الخطى , فكيف لا اشتاق إليه وأسعى مجتهدا اليه ؟ فكل الرغبات فانية , وكل الآمال منتهية , وكل الزينات غائبة .

 

 

وألجأ إليك مطمئنا , إذ الرحمة صفتك , والرزق بيدك , والقضاء قضاؤك , والأجل بتقديرك ومشيئتك .

 

 

وألجأ إليك مستشفيا , فالشفاء شفاؤك , فأنت الشافي , وأنت الذي تعافي , وعافيتك هي أوسع لي , فلئن شفيتني فلا سقم , ولئن عافيتني فلا ألم .

 

 

وألجأ إليك مسترزقا , فالمال مالك , وخزائن السماوات والأرض بأمرك , والفضل بيدك , وأنت الرزاق لا إله إلا أنت .

 

 

وألجأ إليك مستهديا , فالهداية بأمرك , والاستقامة في طاعتك , والتوفيق في التوكل عليك .

 

 

وألجا إليك راهبا , إذ النجاة كلها في جنتك , والخسارة الكبرى هي الخزي في نارك , فأعوذ برضاك من سخطك , وبمعافاتك من عقوبتك , وبك منك , لا أحصي ثناء عليك , أنت كما أثنيت على نفسك ... سبحانك