كثير من الناس يظنون أنهم يفيدون أنفسهم باستجابة مطالبها جميعها , فنفوسهم بالنسبة إليهم هي الطفل المدلل , والآمر المطاع , تشتهي فيجيبون شهواتها , وترغب فيسارعون إلى تنفيذ رغباتها , ولا خطوط حمراء ولا موانع , بل ولا زواجر تمنعهم من تحقيق ما ترتجيه أنفسهم ..
إنها تقودهم في الحقيقة , وتستولي على مسار حياتهم كلها , فهم في واقع الأمر أسرى لهوى أنفسهم , وخدم طائعون ارغباتها ..
بالطبع فإن كثيرا من رغبات النفس يجنح بالمرء نحو الخطأ , بل والخطيئة في كثير من الأحيان , إذا لم يكن لهذه النفس مؤدب يؤدبها أو مربٍ يربيها , أوحازم يحزم معها وفيعرفها مسارات الصواب من مسارات الخطأ .
ورمضان فرصة حسنة جدا للإحسان إلى النفس ,( حيث إن ضبط النفس إحسان لها , وتهذيب النفس إحسان لها , وتقويم مسارها خير إحسان لها ), ففي رمضان يقوّم الصوم كثيرا من شهواتها , وتقوم الصلاة كثيرا من رغباتها
لكن مجرد الصوم والصلاة بغير التفات إلى عيوب تلك النفس هو أمر سيظل منقوصا في علاج النفس " فرب صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش , ورب قائم ليس له من قيامه إلا التعب والسهر " .
إذن فيجب أن نتخذ قرار حاسما مع تلك النفس مستغلين تلك البيئة الإيمانية التي تحيط بها في رمضان .
نعودها على الإنكسار بين يدي الله سبحانه وتعالى , ونشّربها معنى الندم على التقصير في جنب الله سبحانه وتعالى , ونرغمها على الانكسار بينما هي ساجدة بين يدي الله سبحانه وتعالى , و نعودها أن يكون هواها تبعا لما جاء به الحبيب صلى الله عليه وسلم .