خطوات أساسية في بناء شخصية الابناء
7 ربيع الأول 1436
د. خالد رُوشه

يتوق كل الآباء لبناء شخصية قوية ومؤثرة لأبنائهم ,لكن تلك الرغبة تعاق بعدة معوقات من أهمها غفلة الآباء وانشغالهم عن أبنائهم , وكذلك عدم وضوح الطريق لهم لتحقيق ما يرغبون به , خصوصا مع وجود تصورات خاطئة منتشرة بين الآباء والأمهات بأن الطريقة المثلى لتنشئة جيدة للأبناء هي تحقيق ما يريدونه ويرغبون به .. وأختصر ههنا عدة خطوات وعناصر أساسية لبناء شخصية الأبناء ارجو أن تكون مختصرة ونافعة للآباء والمربين :

 

اولا : البناء القلبي

وهذه هي الخطوة الأولى , وهي الخطوة الأصعب في سبيل شخصية إيجابية ناجحة مصلحة , فالقلب قائد الجوارح , وموجه السلوك , وإذا استطاع المربون تربية قلب صحيح سليم حي يقظ تقي فقد نجحوا في رسالتهم وقد أفلحوا في توجيه خطوات صاحب ذلك القلب .

 

وبناء القلب يعتمد على ترسيخ معاني الإيمان فيه , وتعظيم وقار الله سبحانه , حتى يشعر أنه يراقبه ويراه ويطلع عليه وأنه سيحاسبه على ما قدم وأخر .

 

ثانيا : بناء القيم والمبادئ

وهي القوانين والقواعد التي على اساسها يتصرف الأبناء وعلى دربها يبنون أهدافهم ويصوغون خططهم في الحياة وفي التعامل مع الكون والأحياء .
تلكم القيم التي تكبر في نفوس الأبناء كلما كبرت أعمارهم واشتدت أجسامهم , فينشأون على قيم الحق والعدل والعطاء والمروءة والكرامة والعزة ومثل ذلك .

 

ثالثا : بناء المعرفة

وهي ثقافة الأبناء ومعلوماتهم التي يفهمون من خلالها ما يحيط بهم من الأشياء , والتي يجب أن تكون صائبة ومفيدة وموجهة , ولا يغلب عليها اللغو ولا يدخلها الكذب , - لابأس أن تقدم باساليب خفيفة لطيفة مناسبة للابناء – لكن يكون محتواها هادفا صحيحا ومفيدا .

 

وتلك الثقافة يجب أن تحوي تاريخ الأشياء والحوادث , وحقائقها , وأن تصل للأبناء بتدرج من السهل الى الأقل سهولة وأن تحمل بين طياتها تفسيرا مقنعا للمواقف .

 

رابعا : بناء الفهم

وهذا النوع من البناء يقوم على المحاورة والمناقشة , فليس مهما بحال أن يوصل الاب لابنه المعلومة مجردة , فتلك لن تفيده و لكن عليه أن يقيم حولها نقاشا وحوارا ويتقبل حولها الاسئلة مهما صعبت وأن يجد لها إجابات سواء في ذاتها أو في تفاعلها مع غيرها من الأشياء .

 

كذلك فبناء الفهم يعتمد على احترام عقلية الابن وتفكيره , وإعطائه فرصة للتفكر والتدبر في الأشياء من حوله , وإعطائه تفسيرات لما قد يبهم عنه , وتكليفه بشرح ما يدور حوله من عناصر .

 

خامسا : بناء البيئة

فالبيئة المؤثرة من حول الابناء تؤثر فيهم تأثيرا معروفا , وهي نوعان نفسية واجتماعية , وهما ولاشك متداخلتان وتتبادلان التأثير في شخصية الابناء , لكن البداية عادة تكون للبيئة الاجتماعية فيجب أن نهتم باختيار المحيطين به وبطريقة أدائهم من حوله , وبإطار القدوة الذي يستفيد منه , وبتكوين إطار مرجعي اجتماعي يثق فيه بنفسه دون الضغط عليه و بل يحبه وينتمي اليه .

 

وأما البيئة النفسية فمن أهم عناصرها الشعور بالأمان والثقة فيمن حوله , وطرد مشاعر الخوف , وبناء جسور المودة , وبناء نموذج الطموح والحلم المستقبلي المراد ... وغيرها

 

سادسا : بناء السلوك

وقد جعلته في النهاية كونه هو المظهر المرئي من الشخصية لكل العناصر السابقة , ويجب أن يخضع سلوك الابناء إلى التقويم الدائم والمتابعة , وأن يراعى أن يتعلم الابن الرحمة والشفقة ونبذ العنف والقسوة , مع تعلم كيفية تطبيق الحزم عند الحاجة اليه , ويتعلم كيفية تطبيق سلوك المروءة ومعانيها , وكذلك يجب أن يكون سلوكه إيجابي إصلاحي غير أناني ولا نفعي وهكذا ...

 

تلكم عناصر ستة في بناء الشخصية المتميزة لأبنائنا , آثرت اختصارها في كلمات موجزة على أن نسعى لشرح معانيها فيما هو قادم إن شاء الله بصورة موسعة ..